دعا وزير النقل السيد عمار غول، أمس، أعضاء الجمعية الإفريقية للنقل الجوي "أفرا" إلى توحيد الجهود لاستغلال مساحات تجارية أكبر سواء ما بين دول القارة أو عبر المجال الجوي العالمي، مشيرا إلى أن شركات الطيران الإفريقية لا تمتلك إلا حصة 2,3 بالمائة من النقل الجوي العالمي، وهو رقم ضعيف إذا ما تمت مقارنته بباقي دول العالم. أما بالنسبة للاستراتيجية المنتهجة من طرف وزارة النقل، للرفع من قدرات النقل الجوي تطرق عمار غول، إلى حجم نقل الخطوط الجوية الجزائرية في السنة الفارطة، والذي قدر ب6 ملايين مسافر، والرقم مرشح للارتفاع إلى 20 مليون في آفاق 2019، بعد استلام النهائي الجديد للمطار الدولي هواري بومدين. وأبرز وزير النقل الذي افتتح أمس، أشغال الدورة ال46 للجمعية العامة الإفريقية للنقل الجوي، مكانة النقل الجوي الإفريقي مقارنة بباقي دول العالم، مشيرا إلى أن النقل الجوي العالمي يحتفل هذه السنة بمرور 100 عام من الوجود، حيث تم حسب الإحصائيات الأخيرة نقل 984 مليون مسافر عبر القارة الأسيوية، و781 مليون مسافر عبر القارة الأوروبية، مقابل 70 مليون مسافر بالقارة السمراء التي تمتلك 1273 طائرة تتوزع على 245 شركة طيران تحط ب371 مطارا. وألح عمار غول، أمام أعضاء الجمعية على ضرورة التضامن والتكامل ما بين شركات الطيران الإفريقية للرفع من حصتها العالمية في النقل الجوي، مشيرا إلى أن الجزائر كانت السبّاقة لتطوير خدمات النقل الجوي من خلال عصرنة الأسطول واقتناء 16 طائرة من مختلف الأحجام للرد على طلبات المسافرين، مع تصنيف 20 مطارا دوليا من أصل 55 مطارا عبر عدة ولايات. كما تطرق الوزير إلى مجموعة من المشاريع الكبرى التي يجري إنجازها على غرار النهائي الجديد بالمطار الدولي هواري بومدين، لبلوغ عتبة 20 مليون مسافر سنويا، بالإضافة إلى إعادة تأهيل عدد من المطارات بالمقاييس العالمية، بناء 5 أبراج لمراقبة الملاحة الجوية، من بينها برج بولاية تمنراست، تم تجهيزه بأحدث التقنيات، وهو البرج الذي سيقدم خدماته لكل الدول الإفريقية، ناهيك عن تدعيم 20 مطارا بنظام جديد لمراقبة "أي ال اس". من جهة أخرى تطرق الوزير إلى عزم الوزارة على جعل الجزائر منطقة عبور وتوزيع عبر العالم، وهي الخدمة التي سترفع من عدد المسافرين من وإلى الجزائر التي تعتبر مفترق طرق هام يربط القارة السمراء بكل قارات العالم، مشيرا إلى فتح عدة خطوط جديدة مع دول افريقية قبل نهاية السنة الجارية. وبخصوص العراقيل التي حالت دون تمكن شركات طيران إفريقية من استقطاب عدد كبير من المسافرين تحدث الأمين العام للجمعية السيد إليجاه شينغوشوا، إلى تأخر عملية تنفيذ توصيات اتفاقية "يوموسوكرو" التي تمت المصادقة عليها سنة 1999، من طرف عدد من رؤساء دول القارة السمراء، وهو ما جعل شركات الطيران تفقد 60 بالمائة من حصة سوق النقل الجوي سواء ما بين دول القارة أو مع باقي دول العالم. كما توقع الأمين العام فتح عدد من الدول الإفريقية مجالاتها الجوية للملاحة بدون شروط ابتداء من الأسابيع المقبلة، تنفيذا لتوصيات اتفاقية" يوموسوكرو"، على أن يتم في إطار الاتحاد الإفريقي تنظيم اجتماع لرؤساء القارة قبل نهاية سنة 2015، للاتفاق على جملة من المقترحات التي تخص تطوير مجال النقل الجوي الإفريقي، خاصة وأن عددا من دول أوروبا وضعت شركات طيران افريقية في القائمة السوداء، وهو ما يعني أنها محظورة من التحليق في جوها بحجة عدم توفر شروط السلامة والأمن. وعن ضريبة الكاربون التي أقرها الاتحاد الأوروبي منذ عدة سنوات، أشار المدير العام للشركة الوطنية للخطوط الجوية، السيد محمد صالح بولطيف، إلى أنها غير قانونية من منطلق أنها اتخذت بطريقة تعسفية ومن دون الرجوع إلى المنظمة العالمية للنقل الجوي، وتتوقع الجمعية الإفريقية للنقل الجوي أن تتم مراجعة قرار الضريبة خلال الاجتماع المقبل للمنظمة العالمية، في حين هناك تحرك من طرف عدة دول لإيجاد حل نهائي لهذه المشكلة التي عقّدت مجال النقل الجوي. وعلى صعيد آخر أعلن بولطيف، عن تسلم الخطوط الجوية الجزائرية قبل نهاية شهر ديسمبر، أول طائرة من طلبية تخص اقتناء 16 طائرة من مختلف الأحجام، ليرتفع بذلك عدد أسطول الشركة إلى 59 طائرة مع تخفيض معدل سن الطائرات من 10 إلى 7 سنوات، أما فيما يخص فتح المجال الجوي أمام القطاع الخاص فأكد بولطيف أن "الجزائرية" ليست ضد الفكرة، بل بالعكس هي تحضّر نفسها لدخول مجال المنافسة سواء مع شركات طيران جزائرية تابعة للقطاع الخاص، أو أجنبية تود الاستثمار في مجال النقل الجوي بالجزائر. ويذكر أن اجتماع الجزائر الذي سيدوم يومين تميز بحضور ممثلين عن كل شركات الطيران الإفريقية، واختير له هذه السنة شعار "نربح مع بعض من خلال الإبداع والشراكة"، بهدف دفع أعضاء الجمعية إلى تبادل الخبرات و التعاون لتطوير مجال النقل الجوي.