ينظم قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة بومرداس، ملتقى وطنيا حول أدب الطفل خلال شهر نوفمبر 2014، بكلية الحقوق ببودواو، وحسب المشرف الخاص على الملتقى؛ د. فتيحة شفيري، فإن القيم التي يستوعبها من مجموعة العلوم والفنون، تمكنه من توجيه سلوكه داخل المجتمع توجيها سليما، وأدب الطفل يلعب دورا ثقافيا في رسم معالم شخصية الطفل وقيمتها ولغتها وعناصر ثقافتها الأخرى. تشير الدكتورة فتيحة شفيري إلى أنه انطلاقا من المعاهدات والمواثيق الدولية التي تهدف إلى رعاية الطفولة وتأمينها من كل خطر مادي أو فكري، فإن الجامعة الجزائرية تحرص على مواكبة هذه المعاهدات والالتزام بها، لذا ارتأى قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة بومرداس، تنظيم ملتقى وطني حول التنشئة الثقافية في أدب الطفل الجزائري. وتدور إشكالية الملتقى حول طبيعة المضامين والقيم والوسائط المساهمة في التنشئة الثقافية من خلال الأدب الموجه للأطفال في مجتمعنا. فهل هناك تقاطعات في مسارات القائمين على عمليات تثقيف الطفل في الجزائر؟ مع معرفة إلى أي مدى يمكن اعتبار العناية بثقافة الطفل اليوم أساسا لازدهار الوطن وتنميته في المستقبل، مع التساؤل أيضا عن كيفية اعتناء المبدعين الجزائريين بتنشئة الطفل وفق ثقافة أصيلة. كما تدور مجمل المداخلات حول تنمية الطفل التي تعد ذات أهمية قصوى، كونها أساسية في تحقيق التنمية في المجتمع، لأن رعايته من الأولويات المقدمة في كل البرامج التنموية المجتمعية، كما تظهر التنشئة السوية للأطفال كمسؤولية مشتركة بين عدة جهات، منها الجمعيات والهيئات المعنية بالطفولة لتربيتها ورعايتها، وهنا تظهر أهمية الثقافة بالنسبة للطفل كونها تساهم كرافد مجتمعي في تكوين شخصيته بكل جوانبها المعرفية والاجتماعية والسلوكية، ومن هنا تبرز أهمية ثقافة وأدب الطفل في التنمية وبناء المستقبل، حتى وإن ظهرت بعض التحديات لتحقيق هذه الأهداف في مجتمعنا، وهذا الذي يحاول الملتقى مناقشته على مدار ثلاثة أيام. كما يحاول المشاركون في الملتقى، من مختصين في علم الاجتماع وعلم النفس وبيداغوجيين وجمعيات وهيئات مهتمة بأدب الطفل خلال أيام الملتقى، إبراز قيمة المطالعة والقراءة المبكرة في حياة الطفولة وآثرها في التحصيل العلمي، دون إغفال إبراز جهود المبدعين الجزائريين على تنشئته بثقافية أصيلة، مع رصد القيم الثقافية في أدب الأطفال في الجزائر، والسعي إلى تنسيق جهود تثقيف الطفل الجزائري نحو خطة وطنية شاملة. أما محاور الملتقى، فتم تحديدها في أربعة يهتم الأول بثقافة الأطفال ومصادرها في مجتمعنا، والثاني يخص أدب الأطفال والتنشئة اللغوية، والثالث يعتني بالقيم في أجناس أدب الأطفال، بينما يهتم المحور الأخير بمعالجة تجربة المجلات الموجهة للأطفال في مجتمعنا.