أكدت وزيرة الثقافة خليدة تومي، أمس، خلال افتتاحها لفعاليات الملتقى الثاني للكتابة النسائية وقضايا المرأة، على ضرورة تغيير المرأة العربية للصورة التي سوقت حولها في الغرب بكونها عبدا مضطهدا بسبب قلة الأبحاث وسطحية دراسة صورة المرأة في التراث الثقافي العربي، ومن جهتها شددت نفيسة لحرش على ضرورة خروج المرأة من الكتابة الرومانسية والاتجاه نحو الاهتمام بقضاياها وقضايا المجتمع· افتتحت وزيرة الثقافة خليدة تومي، أمس، بفندق السفير، أشغال الطبعة الثانية من ملتقى الكتابة النسائية وقضايا المرأة الذي نظمته جمعية المرأة في اتصال تحت ادارة نفيسة لحرش، وبرعاية وزارة الثقافة والديوان الوطني للثقافة والاعلام، وقد تم خلاله تكريم نخبة من المجاهدات والمبدعات على غرار المجاهدة زهرة ظريف بيطاط والمجاهدة بلقنبور خديجة والروائية فتيحة أحمد بوروينة والباحثة نعيمة العقريب وفاطمة الزهراء ساعي· وأكدت وزيرة الثقافة خليدة تومي في كلمتها الإفتتاحية على أهمية الملتقى الثاني للكتابة النسائية الذي أصبح مناسبة هامة ومحطة ثقافية تلتقي فيها المبدعات وكل المهتمين والمهتمات بالإبداع الأدبي النسائي لمناقشة راهن ورهانات الكتابة النسائية، ومحاولة دراسة موقع المرأة في الفضاء الثقافي الرحب والفسيح، خاصة وأن الملتقى يتمحور حول صورة المرأة في التراث الثقافي وتمثلات الجسد في النصوص الأدبية العربية، مؤكدة أن الموضوع يستحق البحث والدراسة، باعتبار أن الكثير من الآثار الأدبية لا تخرج عن رومانسية حواء أي اعتبارها قيمة شكلية حسية مفرغة من الحضور الفاعل، مما يخالف الواقع التاريخي الذي يسجل حضورا قويا وفاعلا للمرأة، ودعت خليدة تومي المشاركات في الملتقى إلى تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية الموجودة في التراث العربي· من جهتها، قالت نفيسة لحرش المنظمة للملتقى بأن هذه التظاهرة هي مبادرة من أجل تشجيع المرأة من أجل الكتابة عن القضايا المتعلقة بها بدلا من البقاء في مجال الكتابة الرومانسية، إلى جانب خلق فضاء للاحتكاك والنقد والبحث الجاد في كيفية ترقية الكتابة النسائية والمساهمة بذلك في ترقية المجتمع انطلاقا من عمق التراث العربي في البحث عن الصورة الإنسانية للمرأة العربية· وتميزت أشغال اليوم الأول من الملتقى بتقديم عدة مداخلات تناولت موضوع تمثلات الجسد وصورته في الموروث العربي، حيث تمحورت مداخلة الباحث سعيد جاب الخير حول الجرأة التي يتميز بها النص الصوفي الجزائري في طرحه مفردات الجسد الذكوري والأنثوي على السواء وذلك في سياق الخالات الروحانية التي ارتبطت بالمتعالي، كما تطرق جاب الخير أيضا إلى النص الصوفي الأمازيغي من خلال الأشعار التي تنتسب إلى الولية الصالحة ''لالة خديجة''· وتطرقت الباحثة وسيلة بوسيس في مداخلتها إلى صورة الجسد الأنثوي في الموروث العربي، فأكدت أن الجسد الأنثوي في الأدبيات العربية الإسلامية لا يتحقق إلا في نزوعه إلى الآخر الذكري من أجل تشكيل لحمة أبدية تحقق التناغم وتنخرط في شروط الطبيعة، وأوضحت المتحدثة أن الدراسات الإجتماعية تؤكد أن التنشئة التي تميز الذكر عن الأنثى لازالت قائمة، وأن الأجيال القائمة المتعاقبة ما فتئت تنقل ميراثا معطوبا من التصورات الخاطئة بيولوجيا واجتماعيا، بحيث أن التنشئة التي تميز الذكر عن الأنثى منذ البداية تحرص على تأكيد الأنوثة على أنها مصدر عار، وقالت بوسيس إن أشعار امرئ القيس وعمر بن أبي ربيعة وأبي النواس شكلت فضاءات لتمظهر الإيروسية المحتفلة بطقوس الحب والتي أرّخت للأصوات المحمومة الطالعة من عمق الجسد· ويرتقب اليوم اختتام فعاليات هذا الملتقى الذي شاركت فيه العديد من الأسماء الجزائرية والعربية على غرار نسمة بوصلاح من الإمارات وبسمة النسور من الأردن وفاطمة حاجي من ليبيا وعلوية صبح من لبنان وغيرهن من اللواتي شاركن من خلال المحاضرات والأمسية الشعرية التي تدخل ضمن برنامج التظاهرة·