تتواصل بالمركز الثقافي أولاد يعيش بالبليدة، فعاليات اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة. وفي هذا السياق، تمّ أوّل أمس عرض مسرحيتين، الأولى للجمعية الثقافية الترفيهية "سندس" من الشفة والثانية لجمعية "جسور" من بني تامو. قدمت الجمعية الثقافية الترفيهية "سندس" عرضا مسرحيا بعنوان "آهات امرأة"، كتابة وإخراج عنون محمد، تمثيل زروخي رفيق، حياة، سعيدة وحكيم زرقان.. وتحكي قصة اليتيمة سامية التي وجدت نفسها تحت وصاية خالها الظالم الجاهل الذي لا يتوقف عن إهانتها رغم توسلات زوجته، المرأة الطيبة التي وجدت فيها الطفلة التي لم ترزق بها. وكانت الطامة الكبرى حينما سمع الخال رنة هاتف لدى سامية في الليل وهو الذي منعها من حيازته، خاصة بعد أن علم أنها ترتاد مقاهي الانترنت، فقام بضربها وضرب زوجته أيضا ولم يتوقف عند هذا الحد، بل منع سامية من مواصلة دراستها وأجبرها على المبيت في بيت الكلب. وتبكي سامية ولكن من يشعر بها؟ ما عدا زوجة خالها المرأة التي لا يمكن أن تغير من الأمور شيئا، فهي أيضا تحت رحمة الرجل الذي لا يعترف بحقوق المرأة خاصة أنها لم تنجب له طفلا مما زاد حنقه عليها.. وتبكي سامية ولكن زوجة الخال تُمنيها بزواج قد يُغير من حياتها ويرسم الابتسامة على محياها من جديد بعد أن اختفت مع وفاة والديها..الخال يقرّر تزويج سامية.. قد يكون قرارا صائبا، ولكنّه غير كذلك، لأنّ الزوج هو عمي عبد الله، الشيخ الطاعن في السن والمتزوج أكثر من مرة.. تبكي سامية وتعلن عن رضاها بهذا الزواج فهل في يدها حيلة؟، ثم تقرر الهرب من البيت، وتترك زوجة خالها في بكاء ونحيب لتزيد الأمور بلة حينما يطلقها زوجها بعد تسع سنوات الزواج بحجة أنها غير ولود و أنه سيتزوج عليها. حاول مخرج العمل عنون محمد أن يسلّط الضوء على معاناة المرأة، وأوضح ل«المساء" قصر الوقت الذي كتب فيه العمل (لا تزيد عن 25 يوما) ليستلهم عمله من العمل التلفزيوني "صابرة"، مؤكّدا أنّ العنف ضدّ المرأة تغيّرت أساليبه من القتل إلى العنف المعنوي والجنسي واللفظي والاقتصادي، لتبقى معاناة المرأة قائمة، مشيرا إلى أنه لم يشأ أن يقدم الحلول في هذه المسرحية التي انتهت بالطلاق والهروب من البيت.. أما اختياره الأسلوب الكوميدي، قال المخرج انه لم يشأ أن يلبس هذا العرض، رداء دراميا بحتا، بل أضفى عليه طابعا من الفكاهة الهادفة. أما مسرحية "جاك المرسول" لجمعية "جسور"، فكانت عكس الأولى، حيث لم تعتمد على التقنيات المستعملة في الخشبة، بل جاءت في شكل أشبه منه بالارتجالي حتى أن إخراجها جاء جماعيا وكان تمثيلها من طرف شرفي عبد الحق، جلولي محمد وحواس عبد المؤمن. واعتمدت هذه المسرحية على الفكاهة حصريا، فقدم جلولي محمد دور المرأة، بشعر منكوش وتصرفات أقل ما يقال عنها تصيب بالجنون، أما زوجها فلم يعد يطيقها وفي نفس الوقت لا يقدر على فراقها، في حين يوصف ابنهما بالسكير الذي يتقاسم الخمر مع والدته. وهكذا هي عائلة غريبة الأطوار لتجد نفسها في يوم من الأيام في حصة "جاك المرسول" وهناك، وعكس ما كان متوقعا، تعود الأمور إلى مجاريها ويعد بوعلام بعدم ضرب زوجته مستقبلا، أما هي فتعد بتحسين تصرفاتها مستقبلا. لقد أضحك هذا العمل، الجمهور خاصة الناشئة منه ولكن هل أراد الاستهانة بضرب الزوجة في حال لم تكن صالحة أم أنه أضفى على هذا التصرف المشين فكاهة، كي يوصل الرسالة بطريقة أفضل؟، وهل ضحك الجمهور على مشاهد ضرب الخال في مسرحية جمعية "سندس"، يعود إلى الطابع الفكاهي للمسرحية الذي أراده المخرج أم استهانة بالوضع؟. بالمقابل، استعان المخرج عنون، بشخصية رابعة تتمثل في رجل يرتدي ثوبا أسودا ويحمل قناعا يفصل بين المشاهد، علاوة على فيديو عرضه في آخر العمل يحكي معاناة المرأة منذ العهد الإغريقي وكيف أن الإسلام عززها وأعاد لها قيمتها.