تُوجت مسرحية ”الجميلات” للمخرجة صونيا وأنتجها المسرح الجهوي عز الدين مجوبي بعنابة، بجائزة أحسن إخراج وأداء نسوي في مهرجان المسرح الأردني في دورته العشرين، المنتهية فعالياته سهرة أول أمس الجمعة بالمركز الثقافي الملكي. وتجسّد مسرحيةَ ”الجميلات” الفنانات ليندة سلام، لعريني ليديا، هواري رجاء، منى بن سلطان وحنيفي آمال. والمسرحية للفنانة صونيا، وكتبت النص نجاة طيبوني. ويحكي العرض عن نضال جميلات الجزائر أثناء الاستعمار الفرنسي، فمنهن من ذاقت العذاب وحُكم عليها بالإعدام أو بالسجن المؤبد. وتبدأ أحداث المسرحية في زنزانة بسركاجي في أواخر 1961 في قلب العاصمة، حيث تعيش 5 مناضلات لحظات يسترجعن فيها آلامهن، بطولتهن، أحلامهن وعظمتهن. وما يميز العمل المسرحي هو قوة الأداء النسوي؛ حيث استطاعت الممثلات نقل أجواء التعذيب من وراء القضبان على يد الاستعمار الغاشم، خاصة أن الجميلات تحدّين الحارس الفرنسي بزنزانة سركاجي، من خلال تناول كفاح وتضحيات فضيلة سعدان، جميلة بوحيرد، لالة فاطمة نسومر وبعض الفرنسيات، اللواتي تضامنّ مع القضية الجزائرية من خلال تمرير السلاح والرسائل للفدائيين. وحاولت الجميلات في المسرحية تذكّر نضال المرأة في الأوراس الأشم، منها البطلة رقية، التي ضحت بروحها من أجل تحويل حقيبة نقود كانت مخبّأة عند زوجها الشهيد، واسترجاعها من بين أيدي الاستعمار إلى المجاهدين لشراء الأسلحة، لتسقط رقية رفقة بناتها شهيدة في ساحة الوغى. وقد تم الاعتماد في المسرحية على مزج الأناشيد الوطنية مع صوت المدفع والرصاص وزغاريد النسوة. كما استطاعت الإكسسوارات كالحايك والملاية والتنورة القصيرة، فرض منطقها على جو المسرحية، وحتى الأسود والأبيض والرمادي صنعت روعة الأجواء في تلك الحقبة. وتنتهي المسرحية على وقع حلم جميل للشخصيات الخمس، هو الحصول على ورقة الاستقلال بعد كفاح طويل، حيث تشرق شمس الحرية من خلال تزاوج عطر الورود مع ألوان العلم الوطني لتصنع فرحة الشعب الجزائري. وقد لعبت السينوغرافيا دورا فعالا في إنجاح مسرحية الجميلات؛ حيث كانت السينوغرافيا متحركة، وقد أعطت الصورة الخارجية لهيكل سجن سركاجي، كما أضفت الكوريغرافيا جمالية لنص المسرحية؛ وذلك تجسّد في اللباس الرث الملطَّخ بنقاوة وصفاء البطلات، والذي ينقل المتفرج إلى تاريخ صنع أمجاد الثورة الجزائرية المباركة.