صعدت إسرائيل من حملة اعتداءاتها على الفلسطينيين ومقدساتهم غير آبهة لا بالقوانين والشرعية الدولية ولا بالدعوات والأصوات المتعالية المطالبة بوقف آلة التدمير الصهيونية سواء في القدسالمحتلة أو في باقي الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وكما جرت العادة مع حلول كل مناسبة دينية يهودية قررت حكومة الاحتلال فرض طوق أمني مشدد على المدينة المقدسة والأقصى الشريف والضفة الغربية ابتداء من اليوم وإلى غاية الأسبوع المقبل حتى تسمح للجماعات اليهودية المتطرفة بالاحتفال بما يسمى عيد الفصح وأداء طقوسها الدينية عند حائط البراق في الأقصى الشريف. وتسعى هذه الجماعات المتطرفة التي تدعمها قوات الاحتلال إلى انتهاز فرصة هذا العيد لتنفيذ مخططاتها التهويدية والرامية إلى تدنيس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين الذي يتعرض في الآونة الأخيرة إلى أبشع الانتهاكات والاعتداءات وجعلت الأقصى المبارك أمام خطر الانهيار. والمؤكد أن الاحتفال بهذا العيد اليهودي لن يزيد إلا في توتير الوضع أكثر مما هو متوتر في الأراضي الفلسطينية بسبب الإجراءات الاستفزازية الأخيرة التي اتخذتها حكومة الاحتلال بزعامة اليمين المتطرف والتي لم تستثن لا المقدسات ولا الإنسان ولا الأرض الفلسطينية. ولنصرة الأقصى الشريف وحمايته من الانتهاكات اليهودية المتواصلة دعا الشيخ تيسير رجب التميمي قاضي قضاة فلسطين ورئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات كل الفلسطينيين في جميع مواقعهم وبالأخص أهل القدس والأرض المحتلة عام 1948 إلى شد الرحال للمسجد الأقصى المبارك للتصدي لعمليات اقتحامه. وأعلنت الجماعات اليهودية المتطرفة عن عزمها اقتحام المسجد الأقصى المبارك اليوم لتقديم ما يسمى ب''قرابين الفصح العبري'' ما بين قبة الصخرة وقبة السلسلة إضافة إلى إعلان ما يسمى ب''حركة أمناء الهيكل'' اليهودية المتطرفة تنظيم مسيرة يهودية باتجاه المسجد الأقصى المبارك في الأول من أفريل القادم لهدمه وبناء الهيكل المزعوم مكانه فورا. وقال التميمي إن ''تهويد القدس ومقدساتها ليس بالأمر الجديد، فالتهويد مستمر منذ احتلالها عام 1967 ولم يتبق منها شيء يدل على هويتها سوى قباب وأسوار المسجد الأقصى المبارك الذي يحتضر الآن بفعل الأخطار التي تتهدده من قبل الاحتلال الإسرائيلي والجماعات اليهودية الإرهابية''. وأكد التميمي بأن ''العدوان على المقدسات الإسلامية عدوانا على حق أبناء الشعب الفلسطيني في ممارسة شعائرهم الدينية والوصول إلى أماكن عبادتهم وانتهاك حرياتهم الدينية، وجريمة بحقهم ترتكبها سلطات الاحتلال على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي ومنظماته الأممية والحقوقية والقانونية وهي محاولة منها للمساس بعقيدتنا ورموز ديننا ومقدساته''. وطالب قاضي قضاة فلسطين المجتمع الدولي بتحرك عاجل وفعال للجم العدوان الإسرائيلي عن المدينة المقدسة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية ووضع حد لهذه الجرائم والانتهاكات التي تنذر بعواقب وخيمة. كما طالب مجلس الأمن بتطبيق الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة على إسرائيل لوقف كافة جرائمها التي تهدد الأمن والسلم الدوليين. وفي انتظار أن تلقى دعوة التميمي أذانا صاغية على مستوى مجلس الأمن الدولي عادت إسرائيل لتتوعد بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية ''حماس'' المسيطرة على قطاع غزة في تصريح لوزير المالية الإسرائيلي يوفال ستينيتز الذي قال انه ''يجب القضاء على حركة حماس المقربة من النظام الإيراني عاجلا أو آجلا ''. ولم يحدد الوزير الإسرائيلي الذي ينتمي إلى حزب الليكود اليميني أي جدول زمني لتنفيذ تهديداته لكنه اعتبر أن إسرائيل لن تقبل باستمرار إطلاق الصواريخ ضد مستوطناتها انطلاقا من قطاع غزة. ويكون هذا المسؤول وعلى غرار كل المسؤولين الإسرائيليين قد تناسى أن إطلاق المقاومة الفلسطينية لهذه الصواريخ ما هو في حقيقة الأمر إلا مجرد ردة فعل على ما يقترفه زبانية الجيش الاحتلال من جرائم بشعة وانتهاكات خطيرة في حق الفلسطينيين ومقدساتهم وأراضهم.