عندما استقصينا مختلف الأطراف في مختلف بلديات ولاية بسكرة حول واقع التسيير المحلي، بعد مرور سنتين كاملتين، لمسنا اختلافا في انطباعات السكان والجمعيات الفاعلية حول أداء المنتخبين المحليين، واغتنم بعض المنتخبين أيضا الفرصة لعرض ما استطاعوا تحقيقه في الميدان بفضل مجهوداتهم ومساهمة المجتمع المدني. استطاعت بلدية أولاد جلال التي تبعد بمسافة 100 كلم عن عاصمة الولاية، خلال المدة المذكورة، أن تحقق العديد من الإنجازات التي كانت في السابق مطلبا ملحا ومشكلا قائما، كتهيئة مداخل المدينة، الإنارة العمومية، تجديد شبكة الصرف الصحي، وجلب مشاريع آبار إرتوازية لفائدة الفلاحين، فضلا عن توسيع شبكة الصرف الصحي والتهيئة الحضرية لشوارع المدينة، كما تم توزيع أكثر من 500 سكن ريفي، غرس الأشجار عبر كل مداخل المدينة، وفتح فرع بلدي وقاعتي علاج. أولاد جلال تنجح بفضل التجاوب والتشاركية يعترف رئيس بلدية أولاد جلال، السيد رشيد بوفاتح، أن هناك علاقة جيدة مع المواطنين والمجتمع المدني، وأنه يحرص دائما على الحفاظ على "نعمة التجاوب" مع المواطنين والاستماع إلى انشغالاتهم لتحقيق مطالبهم، ومتابعة مختلف المشاريع، حيث علمنا أنه تم فتح مداومة يوم السبت، رغم أنها مؤسسة عمومية، بالإضافة إلى خلية الإعلام المفتوحة لجميع المواطنين، والتي قام مؤخرا فريقها بالاتصال بكل مديري المؤسسات التربوية لاستخراج كل الوثائق اللازمة للتلاميذ وتفادي تنقل الأولياء إلى مقر البلدية وخلق طوابير طويلة، ويستدل أهل المنطقة على هذه الوضعية الإيجابية، بوجود قنوات اتصال بين المواطنين والنواب. الدوسن تحقق المطلوب كما يعترف الكثير من سكان بلدية الدوسن، أن المجلس البلدي وُفّق نوعا ما في تحقيق بعض الإنجازات، حسب رئيس بلدية الدوسن، السيد حسين سكال الذي أكد على تحقيق الكثير من الإنجازات خلال هذه السنتين، حيث تم إنجاز الكهرباء الريفية ل 124 مستفيد ومحطة كهرباء بسعة 60 ألف وحدة، أما فيما يخص المرافق التربوية، فقد تم إنجاز متوسطة بحي خافورة وثانوية جديدة بطاقة 1000 مقعد ومطعم يقدم 600 وجبة يوميا، كما تم تعبيد العديد من الطرق وإنجاز مساحات خضراء بمنطقة السطحة. بلديات لم ترق بعد إلى الطموحات من جهة أخرى، بعض البلديات لم ترق بعد إلى الآمال المرجوة، فنجد بلدية القنطرة الواقعة على بعد 50 كلم شمال بسكرة، تعتبر همزة وصل بين الجنوب والشمال وماتزال تراوح مكانها، ويعترف الأمين العام لبلدية القنطرة، السيد اكرامة نصر الدين أحسن، أنه رغم القضاء على مشكل التهيئة الحضرية، إلا أن شبان المنطقة لا يزالون يشكون البطالة، بسبب نقص المرافق التي تمتص اليد العاملة. أما بلدية سيدي عقبة التي بالرغم من كونها منطقة سياحية وقبلة للعديد من الزوار، فقد استطاعت أن تحقق نتائج معتبرة، لكن حسب انطباعات ممثلي إحدى الجمعيات الناشطة، فإن المجلس البلدي لم تسير مشاريعها بشكل ناجح، رغم اكتساب رئيس البلدية سمعة طيبة، نظرا لعمله الإيجابي في الميدان ومدى استجابته لانشغالات المواطنين، إلى جانب محاولاته رفقة أعضاء المجلس في مواصلة المشاريع واستكمالها في آجالها، إلا أن جهوده بحاجة إلى من يدعمها. كما لا يبعث حال بلدية سيدي خالد على الارتياح، وينتقد السكان الذين يحتجون في كل مرة، تماطل المجلس البلدي في الاستجابة لمطالبهم، على حد قول أحد المواطنين، خاصة ما تعلق بمشكلة التهيئة الحضرية، حيث تتحول الطرق عند التقلبات الجوية، إلى برك من المياه والأوحال تعيق حركة السير لعدة أيام، بالإضافة إلى ندرة ماء الشرب، هذا المشكل الذي أرهق السكان منذ أشهر طويلة، كما يطالب السكان بالتوزيع العادل لمياه السقي الفلاحي. نفس الوضعية نجدها في بلدية طولقة التي تواجه نقائص التهيئة الحضرية وتذبذبا في التموين بالمياه الصالحة للشرب، إضافة إلى المسالك والكهرباء الريفية التي يطالب العديد من فلاحي الواحات الواقعة بإقليم البلدية، تجسيدها على الواقع، على اعتبار منطقة طولقة الشهيرة بإنتاج التمور وندرة مياه السقي نتيجة فرض الحصول على ترخيص مسبق لحفر المناقب والآبار الإرتوازية.