يستعد الفنان السكيكدي، شحرور الأغنية المالوفية، المطرب المحترف نذير بولبراشن، لإصدار ألبومه الغنائي الجديد الثاني، "المساء" التقته بالمعهد البلدي للموسيقى الكائن بالمركز الثقافي البلدي "شبلي أحسن" وأجرت معه هذه الدردشة. "المساء": هل لك أن تحدثنا عن الألبوم الذي تستعد لإصداره خلال الأيام القادمة؟ نذير: هو ألبوم غنائي جديد في المالوف يضم 06 أغان كلاسيكية أندلسية في المزموم، متبوعة بمجموعة من مقاطع من نوبة المزموم، تجنبا للملل الذي عادة ما يميز النوبة، على أساس أن هذه الأخيرة تؤدى في حصة واحدة وظرف زمني لا يتعدى الساعتين. ^ لماذا تركز على الطرب الكلاسيكي الأندلسي؟ — لأنني تربيت منذ صغري على هذا النوع من الغناء الذي تلقيته على أيدي شيوخ المالوف بسكيكدة، كما أنه يمثل جزءا من التراث الوطني الغنائي الأصيل بنصوصه الأدبية وأوزانه الإيقاعية، ومقاماته الموسيقية وشقيه الدنيوي والديني المتصل بمدائح الطرق الصوفية، إضافة إلى أنني أشعر بمسؤولية ملقاة على عاتقي نحو هذا النوع من الطرب الأصيل، وضرورة العمل من أجل المحافظة عليه حتى لا يندثر من خلال تلقينه للأجيال، ليكونوا خير خلف لخير سلف. ^ هل يحظى هذا النوع من الغناء باهتمام الشباب من خلال تجربتك في المعهد البلدي للموسيقى؟ — طبعا والحمد لله، هناك عدد كبير من الشباب يقبلون على تعلم هذا النوع من الطرب الأندلسي الأصيل، وبنوع من الاهتمام، وهو ما يعكسه إقبالهم على دراسة تاريخيه وكل ما يحيط به من معرفة كل نوباته وطبوعه ومدارسه وشيوخه، ومن حيث العزف، فهم يتفننون في أداء المقاطع الغنائية وحفظ القصائد. ^ كيف يمكن المساهمة في الحفاظ على هذا النوع من الطرب؟ المعهد البلدي لمدينة سكيكدة يمكنه أن يلعب دورا رائدا في هذا المجال، لكن والحق يقال، يبقى ذلك مرهونا بإسراع الجهات المسؤولة بسكيكدة، خاصة البلدية، إيجاد حل للمعهد القديم المتواجد بوسط المدينة، والذي توقفت أشغال إعادة ترميمه منذ فترة، لأن المقر الحالي المؤقت الموجود بهذا المركز الثقافي لا يتلاءم أصلا مع طبيعة هذه المؤسسة الثقافية التي بإمكانها أن تقدم الكثير لشباب سكيكدة، خاصة الموهوبين منهم وأن تكون بحق مركز إشعاع فني بامتياز. كما يمكن أيضا للجمعيات الفنية أن تنشئ مدارس لتعليم هذا النوع من الفن، على غرار العديد من الجمعيات الوطنية المتخصصة في الطرب الأندلسي، كتلك المتواجدة في العاصمة أو تلمسان أو البليدة وحتى قسنطينة وعنابة، ولتحقيق ذلك، فإن تلك الجمعيات تبقى بحاجة إلى اهتمام المعنيين بالأمر، واعتناء المؤسسات العمومية الاقتصادية، ولم لا.. ^ هل أنت مع استعمال الآلات العصرية على المالوف بوجه خاص؟ — في رأيي، لا يمكن إدخال الآلات العصرية على المالوف، ما عدا "البيانو"، لأنني أعتقد أن إدخاله ضمن الآلات الغنائية للطرب المالوفي لا يؤثر، والدليل أن بعض شيوخ المالوف قديما استعملوه، كالشيخ الكرد، مثلا. ^ ما هي شروط نجاح أي فنان في مساره الفني؟ — من الضروري أن يكون الفنان الحقيقي الناجح ملما وعارفا بأصول الغناء وتاريخه و مبادئه الأولية، بما في ذلك السولفاج، وعلى دراية بتاريخ الموسيقية العربية الأندلسية ومختلف مدارسها وطبوعها، لأن الفنان الحقيقي ليس هو الذي يعرف كيف يغني، لكن يتقن الغناء ويدرك ماذا يغني، وكيف يغني، ولمن يغني، ناهيك عن ضرورة توفر الأخلاق التي يجب أن تكون مثالية حتى يكون قدوة لغيره. ^ هل لديك مشاريع فنية أخرى، إلى جانب الألبوم الذي أنت بصدد تحضيره؟ — إنني بصدد تحضير عمل فني متميز، للمشاركة به في إطار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، وأتمنى من أعماق قلبي أن تتاح لي المشاركة فعلا. ^ كلمة أخيرة؟ — أشكر يومية "المساء" على هذه الالتفاتة التي أعتز بها كل الاعتزاز، والتي ستحفزني أكثر على العمل من أجل تطوير الأغنية المالوفية الأصيلة.