تعيش ولاية غرداية تزامنا والعطلة المدرسية، زخما من الأنشطة السياحية والثقافية والتراثية، وتشهد تدفقا سياحيا محسوسا، مما يؤشر بأن الولاية بدأت تستعيد بريقها السياحي ومكانتها المعهودة بفضل السكينة والطمأنينة والاستقرار الأمني الذي عاد لأرجاء المنطقة، حيث سُجل توافد شباب من 30 ولاية يشاركون في مهرجان الحرف التقليدية ويكتشفون كنوز هذه المنطقة الخلابة وطيبة أهلها. وتحتضن ولاية غرداية فعاليات المهرجان الوطني الثاني للمهن التقليدية للشباب، نظمته مديرية الشباب والرياضة بالتنسيق مع الرابطة الولائية للنشاطات العلمية والثقافية للشباب، تحت شعار "المهن التقليدية أصالة وتواصل بين الشباب"، حيث يعرف هذا النشاط الشباني مشاركة 30 ولاية، يعرض شبابها منتوجاتهم في معرض بالمناسبة، تضم أجنحته مختلف الأنشطة الحرفية الفنية والشبانية. كما يتضمن المهرجان مداخلات تناقش آليات تشغيل الشباب، وتمويل المشاريع الحرفية، والآفاق الاقتصادية والسياحية للمهن التقليدية، وكذا المنتوج الحرفي ومجالات تسويقه، إضافة إلى عرض أفلام وثائقية بالقبة الفلكية الموجودة بمركز التسلية العلمية، وإقامة سهرات موسيقية وفنية محلية. 35 حرفيّا من 9 ولايات في صالون الصناعة التقليدية من جهة أخرى، تحتضن دار البيئة بمدينة غرداية بحي بوهراوة، الصالون الوطني للحرف والصناعات التقليدية الذي تنظمه غرفة الحرف والصناعة التقليدية، ويشهد مشاركة 35 حرفيا يمثلون 9 ولايات. الصالون قِبلة مئات المواطنين الذين توافدوا على أجنحته التي تضم مختلف منتوجات الصناعة التقليدية كالزرابي، النحاس، الجلود، الفخار والألبسة التقليدية. وقد عبّر العارضون عن سعادتهم بأجواء التنظيم. وتفاعل سكان المنطقة مع هذا الحدث. 230 طالب جامعي من قسنطينة وقالمة يزورون غرداية تشهد الإقامة الجامعية بغرداية زيارة وفود طلابية مكثفة من جامعات قسنطينة وقالمة، حيث استقبلت الإقامة الجامعية هؤلاء الطلبة الضيوف الذين يستمتعون بتجوالهم بمدن غرداية لمدة 10 أيام. وحسب مدير الخدمات الجامعية بولاية غرداية، فإن هذا النشاط يندرج في إطار السياحة الطلابية والتبادلات الشبانية العلمية التي سطرها الديوان الوطني للخدمات الجامعية، بعدما تم نقل طلبة الجنوب في الصائفة الماضية إلى المدن الساحلية. الحمّامات المعدنية والرمال... نكهة وجاذبية أخرى تُعد مدينة زلفانة عاصمة الحمامات المعدنية على بعد 60 من عاصمة الولاية، قِبلة للمئات من السياح قدموا تزامنا مع العطلة المدرسية للاستجمام بمياه الحمامات المعدنية والتداوي بها وبرمالها الساخنة، ولقضاء أوقات من المتعة في أجواء مناخية جميلة. وقد سخّرت السلطات المحلية إمكانيات ضخمة لاستقبال زوار المدينة في ظروف ملائمة.