حيا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مواقف الجزائر حكومة وشعبا تجاه القضية الفلسطينية، وأكد على وحدة الدم والمصير بين الشعبين الفلسطينيوالجزائري، كما أعرب عن امتنانه للدعم الكبير الذي تقدمه الجزائر لنصرة القضية الفلسطينية، معلقا في هذا الصدد "نحن نعوّل على ما تستطيع الجزائر بوزنها الكبير عربيا وإفريقيا ودوليا عامة لتمكين شعبنا من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". وفي ندوة صحافية نظمت أمس، بمقر وزارة الشؤون الخارجية، أشار الرئيس الفلسطيني إلى أن الجزائر وثورتها كانت مصدر إلهام لكل الشعوب المضطهدة والمستعمرة في العالم، و«نحن في فلسطين لا ننسى أبدا ما قدمته الجزائر الشقيقة ولازالت تقدمه لفلسطين أرضا وشعبا وقضية ومقدسات". وشدد الرئيس الفلسطيني على أن العلاقات الثنائية بين بلاده والجزائر "ستظل في نمو وازدهار في كافة المجالات وبما يعود بالخير والمنفعة المشتركة على الشعبين"، مضيفا في هذا الإطار "سنستفيد من تجربة الجزائر وخبراتها في بناء مؤسسات الدولة في فلسطين". وبخصوص المشروع العربي الفلسطيني المقدم لدى مجلس الأمن الدولي لإنهاء الاحتلال، أوضح الرئيس عباس في هذا الصدد "إن لم يمر سنتخذ جملة من الخطوات السياسية والقانونية التي سيكون لها تداعياتها"، قبل أن يستطرد "إننا مصممون لاسترجاع حقوق شعبنا ومنها حق العودة وإطلاق سراح كافة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ولن نستسلم لسياسة الهيمنة وطغيان الاحتلال"، مضيفا "فلا بد أن يبزغ فجر الحرية وتقام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف". وأكد الرئيس عباس أن "القضية الفلسطينية هي مفتاح السلام والحرب في وقت واحد في الشرق الأوسط وأساسا لحفظ الأمن والسلام"، ليستطرد في هذا السياق "فإذا فشلنا سنوقف كافة التعامل مع الحكومة الإسرائيلية ونطلب منها تحمل كل مسؤولياتها لأنها دولة احتلال". وفي هذا السياق، حيا الرئيس الفلسطيني التضامن الدولي والاعترافات المتتالية بالدولة الفلسطينية والحملة الشعبية الجارية في هذا الاتجاه، مشيدا بالخطوة التي اتخذها مجلس العموم البريطاني واعترافه بدولة فلسطين، مؤكدا أن "المقاومة الفلسطينية مقاومة سلمية شعبية سياسية دبلوماسية ضد الاستيطان وجدار الفصل العنصري" و«لكنهم اتهمونا بالإرهابيين الدبلوماسيين"، داعيا الحضور من الدبلوماسيين إلى تفسير هذه التسمية. وأبرز عباس أن "سياستنا تأتي ثمارها في عزل سياسة إسرائيل التوسعية على حساب شعبنا وأرضنا وحقوقنا ومصادرنا الطبيعية وعلى رأسها المياه التي تمنع شعبنا من استغلال هذه الموارد تحت حجج واعتبارات أمنية كاذبة". وحيا مواقف الكثير من دول العالم والتي كانت فيما مضى داعمة ومناصرة لإسرائيل والتي "بدأت تعي، بل وتضيق ذرعا بسياسة إسرائيل العقابية وحروبها الدموية ضد شعبنا الفلسطيني"، مذكرا في هذا السياق بتحرك العديد من برلمانات ودول أوروبية صوتت وبأغلبية كبيرة لصالح الاعتراف بدولة فلسطين وهذه كما أضاف "خطوات تقربنا من الهدف المنشود في إقامة دولة فلسطين مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف". وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أن الاعترافات الأوروبية بدأت بالسويد وانتقلت إلى بريطانيا ومجلس العموم وحزب العمال الذي قال إنه قسم فلسطين في عام 1947. وأثار بالمناسبة دعوة مجلس العموم البريطاني لحكومة بلاده من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية وكذا اعتراف البرلمان الأوروبي، إلى جانب اجتماع الدول المتعاقدة السامية حسب ميثاق جنيف الأول والثاني والثالث والرابع والتي أقرت وقبلت وطالبت بحماية حقوق الشعب الفلسطيني بأغلبية كبيرة. وجرت الندوة الصحافية بحضور كل من رئيس مجلس الأمة السيد، عبد القادر بن صالح ووزير الشؤون الخارجية السيد، رمطان لعمامرة وعدد من أعضاء الحكومة وأعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.