دعا الخبير والمخترع الجزائري لوط بوناطيرو، الحكومة إلى إيلاء اهتمام للإبداع والاختراع، وذلك من خلال إنشاء وزارة تهتم بهذا المجال تعهد لها مهمة سن مجموعة من القوانين التي تحمي براءات الاختراعات الجزائرية، التي تتعرض اليوم إلى السرقة من طرف مؤسسات صناعية أجنبية. وأكد بوناطيرو، خلال منتدى جريدة "ديكا نيوز" حول "الاختراعات كبديل للاقتصاد الجزائري ما بعد البترول"، أن المسؤولين همشوا على مر السنين الماضية الاختراع مما جعل المخترعين الجزائريين يعانون من نقص السيولة المالية لحماية اكتشافاتهم وتطويرها، مع تعرضهم للسرقة من طرف أكبر المجمعات الصناعية العالمية التي تستغل غياب قوانين لنهب الأفكار وتحويلها إلى منتجات صناعية تسوق بأسعار خيالية. وكأحسن دليل على ذلك تطرق المحاضر إلى مخترع "الملف البيومتري" السيد قنرد سفيان، الذي تحصل على براءة اختراعه التي تمت سرقتها من طرف شركات فرنسية تقوم حاليا بتطوير المشروع باسمها، في حين تعرض المخترع إلى محاولة قتل بعد تعرضه لتسمم أدى إلى وفاة زوجته، في حين اضطر هو للبقاء لمدة طويلة في المستشفى. ومن مجمل الاقتراحات التي عرضها بوناطيرو، الذي يترأس منظمة المبدعين والبحث العلمي، ضرورة اقتراح صندوق وطني لدعم أعمال المخترعين الذين يجدون صعوبة في ضمان التمويل لأفكارهم، في الوقت الذي رفضت فيه كل من الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، والوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر مرافقة المبدعين. كما تحدث المحاضر على ضرورة تنصيب هيئة أمنية تقوم بحماية براءات الاختراع من السرقة، وتنسيق العمل مع المجلس العلمي لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، لإيجاد صيغة تسمح لصندوق الزكاة بتمويل مشاريع الاختراع. وعلى صعيد آخر طالب بوناطيرو، بتنظيم تظاهرات وطنية وحتى دولية لعرض نتائج عمل الباحثين والمخترعين من كل الفئات، ليكون الموعد فرصة لعرض مجمل الابتكارات وخلق فضاء لتبادل المعارف ما بين العارضين. من جهته أكد المخترع قنرد سفيان، أن درجة قوة الدول محسوبة على أساس نوعية الابتكارات، لذلك تقوم كبرى الدول على استقطاب المخترعين أينما كانوا خاصة أولئك الذين يقطنون في دول فقيرة، ليتم عرض تحفيزات مالية كبيرة عليهم لاحتضانهم خاصة عندما يتعلق الأمر بمجال الصحة والتجارب النووية، وأن هناك من الدول من تقوم بسرقة أفكار المخترعين الصغار ليتم تطويرها في مؤسسات صناعية كبرى لتحمل اسمها بعد تحويل الفكرة إلى إنتاج مربح، لذلك فإن الإبداع يعتبر ركيزة أساسية لكل دولة. وفي ختام اللقاء تعهد المخترعان بتقديم كل الدعم للمؤسسات الصناعية في حالة تحسين ظروف عمل المبدعين وفتح المجال لهم لإبراز قدراتهم، من منطلق أن الاختراع هو أحسن وسيلة لتقوية الاقتصاد الوطني خارج مجال المحروقات.