أعدت سامية والي رئيسة جمعية نشاطات الشباب والترفيه التربوي للأطفال، بدعم من بلدية الأبيار، برنامجا خاصا بمناسبة العطلة الشتوية لفائدة الأطفال المرضى المتواجدين بمستشفى ابن عكنون، يستهدف إخراجهم من رتابة العلاج، وتمكينهم من الاستمتاع بالعطلة كغيرهم. شهد المجمع البيداغوجي بابن عكنون توافد أعداد كبيرة من الأطفال المرضى رفقة أوليائهم للاستمتاع بالبرنامج الترفيهي الذي سُطر لفائدتهم، حيث استمتع الحضور بالحركات الرياضية التي قدّمها أطفال مدرسة الجيدو والكونغ فو، الذين أبدعوا في التعريف بالرياضات القتالية من خلال مختلف الحركات التي تم تقديمها، ومن ثمة تم توجيه دعوة إلى كل الراغبين في ممارسة هذه الرياضات للانضمام إلى المدرسة. وفي دردشتنا مع رئيسة الجمعية سامية حول أهمية مثل هذه المبادرات بالمستشفيات، قالت: «جمعيتنا متعودة على العمل مع الأطفال المرضى، حيث نحتك بهم على مدار السنة ونهتم بكل انشغالاتهم، ونتطلع دائما إلى دعمهم نفسيا ببعض الأشغال اليدوية والترفيهية التي يحبونها، لأن العطلة الشتوية مناسبة، يستمتع فيها الأطفال بالخروج إلى مختلف أماكن الترفيه والتسلية. فكرنا في خلق جو مفعم بالحيوية والنشاط داخل المستشفى، ومن هنا جاءت فكرة الإعداد لبرنامج ثري يمتد على مدار العطلة الشتوية، ولا يخص المرضى المتواجدين بالمستشفى فقط، بل حتى الأطفال الخاضعين لبعض الفحوصات الطبية». وحول البرنامج المعَد قالت محدثتنا: «إنه يجمع بين الترفيه والتسلية والتثقيف، حيث يستمتع الأطفال المرضى يوميا بنشاط مختلف، فمثلا من بين الأنشطة المقترحة التعريف ببعض الرياضات القتالية، حيث وجّهنا دعوة إلى الاتحادية الرياضية الكائنة بالأبيار، والتي أوفدت فوجين في رياضتي الكونغ فو والجيدو كي يطّلع الأطفال على مماسة هذه الفنون، فلا يخفى عليكم أن الرياضة تُعد من أحب الأنشطة التي يرغب الأطفال حتى وهم مرضى، في ممارستها. كما فكرنا في إدراج بعض الأنشطة اليدوية مثل صناعة الحلويات، وتعليمهم بعض تقنيات إعادة التأهيل للاستفادة من مخلّفات بعض الأشياء كالأقمشة أو العلب. وبحكم أن مناسبة المولد النبوي الشريف تتزامن والعطلة، سطرنا أيضا بعض الأنشطة التي تستجيب والاحتفال بهذه الشعيرة الدينية، بالتخطيط لإجراء مسابقة في حفظ القرآن الكريم، والإعداد لقعدة تقليدية تخصَّص للذكر». وتعتقد رئيسة الجمعية أن النشاطات الترفيهية بالمستشفيات تلعب دورا كبيرا في إزالة الضغوط النفسية التي يعاني منها المريض، والدليل على ذلك أن بعض الأطفال المرضى على مستوى المستشفى، يعانون من مشاكل نفسية أثرت على قدراتهم الحركية؛ «من أجل هذا أحاول كجمعية، خلق بعض الأنشطة التي تساعد المريض على التعافي بالدعم النفسي، فمثلا فكرنا في مشروعين، الأول يخص إنشاء حديقة علاجية، والثاني يتعلق بخلق فضاء للاسترخاء، وقد لقيت الفكرتان ترحيبا من مدير المستشفى الذي قرر تبنّيهما». من جهته، حدّثنا عبد الرحمان بوزيد رئيس الاتحاد الرياضي للأبيار، عن الغرض من مشاركته في برنامج العطلة الشتوية الموجه لفائدة الأطفال المرضى، قائلا إن الاتحاد الرياضي متعود على القيام بزيارات ميدانية إلى مختلف المستشفيات، والتي كان آخرها خرجة إلى كل من مستشفى تيقصراين وزرالدة. ونسعى، من خلال هذه الزيارات، للتعريف بمختلف الرياضات التي نعلّمها، والمتمثلة في الكونغ فو، الجيدو، التنس، رفع الأثقال وكذا رياضة الدراجات الهوائية، وتشجيعهم على ممارستها؛ لما لها من فوائد يأتي على رأسها حماية الأطفال من الشارع. اقتربت «المساء» من بعض الأطفال المرضى الذين حضروا لمشاهدة العروض الرياضية. وفي دردشتنا مع عصام مروان من ولاية غليزان الذي يرقد بالمستشفى منذ شهر، قال إنه يحب كل الأنشطة التي يتم تنظيمها على مستوى المركز البيداغوجي، ويتمنى بعد الشفاء أن تُمنح له الفرصة للانضمام إلى مدرسة تعليم الجيدو. أما حسيبة زرق العين من ولاية الشلف التي دخلت المستشفى مع بداية العطلة، فقالت إنها لا تشعر مطلقا بأنها مريضة، وإنها تحب المشاركة في كل النشاطات الترفيهية التي يتم تنظيمها. كما سجلنا تجاوبا كبيرا لدى الأولياء، الذين رحبوا بفكرة خلق نشاطات ترفيهية، تجعل الأطفال المرضى يستمتعون بأوقاتهم حتى وهم مرضى.