الكثير يشتكي من نقص مرافق التسلية والترفيه العاصمة ...ويكتفون بسرد حقائق مرة عن الحدائق العمومية والمساحات الخضراء ، لكن القلة القليلة تدرك ان هناك فضاء مفتوح يشكل مصدرا جديرا بالاهتمام ، باب الزوار ، طيبة ، قصر المعارض أمثلة حية على ذلك . قصر المعرض كان في الأيام الأخيرة الوجهة المفضلة للاولياء لما قدمه من عروض ترفيهية للأطفال تزامنت وعطلة الربيع المدرسية فإلى جانب مدينة الألعاب والتسلية'' قرين لاند'' الموجودة داخله كان الصالون الدولي للطفل الذي افتتح في الأسبوع الفارط قيمة مضافة بكل ما قدم فيه من نشاطات متنوعة فكان الطفل ينتقل بين ورشات الرسم والاشغال اليدوية التي كانت أهم النشاطات التي شاركت بها جمعيات الطفولة في المعرض الدولي . للإطلاع على الأجواء السائدة نقلنا لكم هذه الدردشة مع عينة إعتادت التردد على هذه الفضاءات . رشيدة 40سنة او لاربعة اطفال سيدة التقتها ''الشعب'' في قصر المعارض سالتها عما وجدته من اختيارات ترفيهية لابنائها في هناك فقالت'': تزامن الصالون الدولي للطفل مع العطلة المدرسية كان أمر جيد لان الاطفال في غالب الاحيان لا يجدون مكانا يستمتعون فيه بوقتهم خاصة وانهم في هذه السنة طغت ظاهرة الاختطاف على ايام العطلة واصبح منظر الاطفال يلعبون في الشارع نادرا فالكل مستنفر لألا يكون احد أبنائهم ضحية مجرم يتلذذ بقتل البراءة. واضافت قائلة'': لذلك فمثل هذه النشاطات الترفيهية التي تقام في مثل هذه الفضاءات تسمح براحة اكبر للاولياء لانها تسهل عليهم عملية الإختيار لاطفالهم المتمدرسين الذين ينتظرون نهاية الاسبوع بفارغ الصبر، وانا شخصيا احضرت ابنائي إلى قصر المعارض في الاسبوع الثاني من اجل الفضاء الترفيهي الموجود هنا خاصة وان الاسبوع الاول تزامن مع المعرض الدولي للسيارات الذي جعل الكثير من الأطفال يحرمون من تلك المساحات الترفيهية بسبب الازدحام الكبير في المدخل''. سليمة ام لثلاث بنات وجدناها في حديقة الألعاب الموجودة بقصر المعارض سألناها عن الفضاءات الترفيهية ودورها في جعل الطفل يتمتع بعطلة نهاية الأسبوع فقالت'':بالنسبة لي هذا المكان هو اقرب مكان يمكنني التوجه إليه كلما سنحت الفرصة . ففي كل عطلة او نهاية اسبوع اخصص لأبنائي وقتا لأحضرهم هنا ليستمتعوا بالألعاب الموجودة هنا ، وكان الصالون الدولي للطفل هذه السنة مميزا ما خلق فضاء يستمتع في الطفل بأيامه وعطلته بعيدا عن الفروض والواجبات المدرسية. وربما كانت حديقة الالعاب والتسلية افضل اختيار بالنسبة لبناتي لذلك أنا اليوم هنا من اجل إعطائهم فرصة للترويح عن أنفسهم خاصة وان الأمن متوفر هنا ولا اخاف من اختطافهم او سرقتهم كم ا يحدث في أماكن أخرى ، فالأولياء اليوم أصبحت اختياراتهم مرتبطة بالأمن '. حميد أب لثلاث أطفال وجدناه في ''قرين لاند'' يتنقل عبر مختلف الألعاب التي سلبت عقل أبنائه وجعلتهم في حالة هيجان دائم يشيرون بأصابعهم إلى كل لعبة تسيل لعابهم، اقتربنا منه وسألناه عن ذلك '': في كل مرة أجد فيها القليل من الوقت آتي إلى هنا برفقة أبنائي ليستمتعوا بمختلف الألعاب الموجودة هنا . مثل هذه المساحات المخصصة للأطفال أصبحت في الوقت الحالي ضرورة لان الأطفال اليوم مع كل المسؤوليات الملقاة على عاتق الآباء جعل الأبناء معظم الوقت في دار الحضانة الأمر الذي أدى إلى وجوب إيجاد وقت يخصصه الآباء لهم من اجل استعادة تلك الروابط الطبيعية التي تجمهم مع أطفالهم. وأضاف قائلا'': ولكن المؤسف أن خيارات الأولياء قليلة ما يجعل الاكتظاظ عليها كبير أيام العطل ونهاية الأسبوع، وكما ترين فكل لعبة يقف أمامها الطفل وقتا طويلا منتظرا دوره في الطابور ومع الحرارة التي تعرفها العاصمة هذه الايام جعل استمتاع الاطفال بوقتهم هنا امرا مستحيلا، لذلك لابد من التفكير في انشاء هذه الفضاءات الترفيهية في كل مكان حتى تعم الفائدة على الجميع ''. ....عطلة بلا خوف من خلال جولتنا لمسنا هاجس الخوف الذي اصبح الاولياء يعيشونه على ابناءهم ما ضيق فسحة اللعب امام الاطفال وجعلها محصورة في الاماكن التي يتوفر بها عامل الامن الذي صار مطلبا اساسيا لكل اب يريد السلامة لابنه. لذلك ففضاءات ك''اوركسترا لاند'' بالمركزالتجاري لباب الزوار ستوفر على الاولياء الكثير لانها تمنحهم فرصة الاستمتاع بوقتهم بدون الشعور بالخوف على ابنائهم لانهم تركوهم بين ايد امينة خاصة و تقدم الكثير من النشطات تعددت بين ورشة الرسم ، اللعب بالعجينة، والالعاب المختلفة وكل ذلك في وجود اشخاص يضمنون حماية الطفولة لإعطائهم اكبر قدر ممكن من الترفيه والمتعة. كما يبقى المجال مفتوحا من أجل جعل بناء تلك المنشآت الترفيهية أولوية لأنها تصنع رجل الغد، فالطفل يحتاج في هذه المرحلة من العمر الى اللعب والاستمتاع بوقته من أجل افراغ طاقاته الزائدة ليمنح لنفسه ترويحا يولد داخله ايجابية تنعكس على شخصيته وعلى تحصيله المدرسي. لذلك يؤكد علماء النفس والاجتماع على أهمية تلك الفضاءات الترفيهية لأنها تعطي الطفل دافعا للتقدم الى الأمام ولأنها في المقابل تخلق نوعا من الحميمية في العائلة خاصة وأن المعرفو في العصر الحالي انشغال الوالدان بالعمل طوال أيام الأسبوع ما يشكل نوعا من الفراغ بينهم وبين الأبناء.