استفاد أكثر من خمسة آلاف طفل وعدد كبير من العائلات العاصمية المعوزة خلال موسم الاصطياف الجاري، من زيارات ونزهات على شاطئ البحر، بمبادرة من البلديات والجمعيات المحلية، التي جندت لإنجاح العملية، بين ثلاث وأربع حافلات لكل بلدية، تقوم بنقل الأطفال والعائلات إلى شاطئ البحر بكل من زرالدة وسيدي فرج، بمعدل أربع خرجات في الأسبوع، وهي المبادرة التي ألفتها البلديات في إطار الخدمات الاجتماعية واستحسنها سكان البلديات على حد سواء. " لقد تمكنت من إسعاد أبنائي هذا الموسم بعدما تعذر علي نقلهم إلى شاطئ البحر عن طريق السيارات بسبب نقص الإمكانيات، حيث قمت بتسجيل نفسي لدى مصالح البلدية التي تحدد أسبوعيا قائمة العائلات التي تستفيد من الرحلات، وتمكنت من نقل أبنائي الأربعة خمس مرات إلى الشاطئ منذ بداية موسم الاصطياف ".. هكذا علقت إحدى السيدات التي كانت بجانب مقر بلدية بئر خادم، حيث بدت جد سعيد بمبادرة البلدية هذه السنة لصالح العائلات المعوزة. مصادرنا من مقر البلدية أشارت إلى تخصيص ثلاث حافلات ضمن "المخطط الأزرق"، تسمح بنقل بين 30 و40 عائلة إلى شاطئ البحر بسيدي فرج وزرالدة، في الوقت الذي تخصص رحلات لصالح الشباب في وقت مخالف، حيث يتم نقل العائلات في ساعات مبكرة من الصباح قبل أن يعود صاحب الحافلة لإرجاعها في آخر النهار، وهو ما ادخل البهجة في نفوس العديد من العائلات، خاصة الأطفال، الذين وجدوا في هذه النزهات فرصة للترويح عن النفس والتمتع بالسباحة على شاطئ البحر، بعد أن تعذر على أوليائهم نقلهم في عطل صيفية بسبب ظروفهم الاجتماعية. من جانب آخر، تحضر البلدية بالتنسيق مع مصالح وزارة التضامن والأسرة والجالية الجزائرية المقيمة في المهجر، برنامجا صيفيا لأبناء العائلات المعوزة، لتوزيعها على المخيمات الصيفية عبر الشريط الساحلي لقضاء 15 يوما بين متعة السباحة والنشاطات الثقافية والخرجات السياحية، لكن بسبب ارتفاع الطلب على هذه المخيمات مقارنة بالعرض، تقرر منذ سنتين تخصيص حافلات في كل موسم صيف لباقي الأطفال وحتى الشباب لنقلهم إلى البحر... بلدية السحاولة من جهتها، سطرت برنامجا ثريا طوال موسم الصيف، فبالإضافة إلى الحافلات الأربع المخصصة لنقل ما بين 50 و 60 عائلة في الرحلة الواحدة، التي يصل عددها اسبوعيا إلى 200 عائلة، هيأت الساحة المركزية لأحياء عدد من الحفلات والنشاطات الثقافية لصالح سكان البلدية... في حين سخرت بلدية باب الوادي كل الإمكانيات المادية والبشرية لتطهير المساحات العمومية وحتى الأسواق الشعبية على مستواها، في مبادرة لتحسين صورة البلدية الساحلية، التي تضم ثلاثة شواطئ، بالإضافة إلى مسبح بلدي، حيث تشهد توافد الآلاف من العائلات والمصطافين يوميا الجمعيات ولجان الأحياء، هي الأخرى استغلت موسم الاصطياف لتكثيف خرجات تطهير وتنظيف الأحياء، بالتنسيق مع مختلف المصالح البلدية، منها مؤسسة تطهير وإصلاح الطرقات (أسروت) ومؤسسة النظافة ورفع النفايات المنزلية (نات كوم)، فقد شهدت بلديات القصبة وجسر قسنطينة والقبة، حملات شبانية لتنظيف المحيط والحي، وفي ذات الشأن صرح أحد سكان بلدية جسر قسنطينة، أن الأحياء الشعبية خاصة، كانت بحاجة إلى مثل هذه المبادرات، خاصة فيما يخص تنظيف الأقبية التي كانت في حالة متقدمة من التلوث بسبب تسرب مياه الصرف بها. استحسان سكان بلديات العاصمة لمثل هذه المبادرات، يدعو إلى تعميمها والمواصلة في تنظيمها خلال باقي أشهر السنة وعدم الاقتصار على موسم الاصطياف، فتنظيم الخرجات السياحية خلال باقي العطل الموسمية، سيسمح بتعريف الأطفال بما تزخر به العاصمة من أماكن سياحية وترفيهية هامة.