ڑنفى رضا يايسي، رئيس الفدرالية الوطنية للحرف والصناعات التقليدية الادعاء بالقول إن الشباب لا يحبون تعلم الصناعات التقليدية، مؤكدا أن "تجربة الفدرالية في الميدان تكشف عن اقتحام عدد كبير منهم عالم الحرف. مشيرا إلى أن المطلوب فقط هو مرافقتهم ومتابعتهم وتوجيههم، وتصحيح بعض المعتقدات الخاطئة حول الصناعة التقليدية في أذهان الشباب ليقبلوا عليها بحماس. يقول رضا يايسي، اعتمدنا على استراتيجية ميدانية لتقريب الشباب من الحرف التقليدية، وقد لقيت الاستراتيجية نتائج إيجابية، حيث سعينا عن طريق لجان الأحياء إلى التواصل مع الشباب البطال وحثهم على تعلم الصنعة، ولم يتوقف عملنا عند هذا الحد، بل كنا في كل مرة كفدرالية نضع الشباب بين أيدي الحرفيين القدماء الذين يملكون تجربة طويلة في مجال الحرف حتى يحسنوا التعامل مع الشباب، وبالفعل نجحت التجربة، وتمكنا من تعليم عدد كبير منهم مختلف الحرف التقليدية. ولعل خير دليل على إقبال الشباب على تعلم الحرف التقليدية هو أننا نملك على مستوى الفدرالية أصغر حرفي وهو إلياس، الشاب الذي امتهن حرفة الضغط على النحاس ولا يتجاوز سنه 20 سنة، وبالتالي اعتقادي أن شباب اليوم بحاجة إلى توجيه فقط... يبحث الشاب عن الفرصة، ونحن كفدرالية يقول محدثنا لا نقدم الوعود، وإنما نطلع الشاب مباشرة عن طريق لجنة الحي على مختلف الحرف المتاح تعلمها، فلا يخفى عليكم أن هنالك لجنة خاصة لتوعية الشباب تعمل على مستوى الأحياء، لأن بعض الشباب لا يعرفون حقيقية بعض الحرف، أو يملكون بعض التصورات الخاطئة كتلك القائلة بان الحرف صعبة، ولا يمكن تعلمها وما إلى ذلك، ومن ثمة يمكن التأكيد على أن فئة كبيرة اتجهت نحو تعلم حرف السيراميك والنحاس والجلود رغم ما تتطلبه من جهد. وفي رده على سؤالنا حول الإشكال الذي يواجه الحرفيين من الذين لم تعد لديهم الرغبة في تعليم الشباب، بالنظر إلى المشاكل التي تواجههم، كغياب أسواق لتروج المنتوجات، و عدم وجود المادة الأولية، جاء على لسان محدثنا أن الفدرالية تسعى جاهدة بإمكانياتها المحدودة لتأمين مساحات العرض، فما أن ينتهي معرض حتى يتم تنظيم آخر بمختلف بلديات العاصمة والبلديات المجاورة لها، فتمكين الحرفي من الاحتكاك بالمواطنين بمنحه الفرصة لتسويق المنتوج والتعريف به، وكذا إعادة بناء الثقة في المنتوج المحلي، يعني تحقيق الأهداف التي سطرتها الفدرالية. يقول رضا يايسي، شباب اليوم لا يرفض تعلم الحرف بل يخاف من المغامرة، ويبحث فقط عمن يرافقه، وبقليل من الدعم، أستطيع التأكيد أن الحرف تسهم بشكل كبير في امتصاص البطالة، وعلى مستوى بلدية الجزائر الوسطى أستطيع القول إن هنالك 250 شاب يمتهنون الصناعة التقليدية، ولديهم قابلية لتعليم شباب آخرين، وبالتالي نحن كفدرالية نحاول بكل الوسائل الممكنة تمكين هؤلاء الحرفيين النظاميين الذين يملكون بطاقة حرفي، من توسيع نشاطهم ليتمكنوا من دعم غيرهم. وفي رده على سؤال حول الانشغالات التي تطرحها الحرفة فيما يخص المادة الأولية يجيب رضا قائلا: "الفيدرالية سبق لها أن اقترحت أن يتم تهيئة مخزون استراتيجي للمادة الأولية لوضع حد نهائي لهذا المشكل الذي دفع بعدد من الحرفين إلى رفض تعليم الشباب الراغب في ذلك، بسبب عدم وجود المادة كالنحاس مثلا، وهو المطلب الذي نتمنى أن يؤخذ بعين الاعتبار، وأخيرا نطالب في إطار الدعم أن يتم توجيه تعليمات للبلديات ومختلف الهيئات بان تبرم اتفاقيات مع الفدرالية أوالحرفيين لتزويدها بما يعده الحرفي ممثلا في تحف من السيراميك، أو مشغولات من الجلود، أو أواني نحاسية عندما يتعلق الأمر بالتكريمات لتقديمها كهدايا، وهذا الاقتراح من شأنه أن ينعش الصناعة التقليدية، ويعيد لها الاعتبار، ويضمن لها سوقا مفتوحا على مدار السنة".