منح بنك الجزائر رخصة لمجمع سيفيتال من أجل الاستثمار في إيطاليا، حسبما ذكره الموقع الالكتروني "كل شيء عن الجزائر" أمس، مشيرا إلى أن البنك المركزي أرسل بداية الأسبوع الجاري وثيقة للمجمع تؤكد له موافقته على طلب تحويل العملة الصعبة من أجل تمويل مشروع استثماره في مصنع "لوتشيني" للحديد والصلب. ولم يوضح المصدر القيمة المالية للتحويلات، لكنه أكد أنه سيكون أقل من المبلغ المطلوب من طرف سيفيتال. بالمقابل، رفض البنك الترخيص للمجمع لتمويل مشاريع له بفرنسا لاسيما اقتناء مصنع "فاغور - براند" للأجهزة الإلكترومنزلية، مبررا ذلك بكونها لاتمثل امتدادا لنشاطات سيفيتال مثلما تنص عليه التشريعات. للإشارة، فإن سيفيتال يعد أول مؤسسة جزائرية خاصة تحصل على ترخيص للاستثمار في الخارج، بعد شهرين من دخول التشريع الجديد لبنك الجزائر حيز التنفيذ. وكان عدد من رجال الأعمال الجزائريين قد عبروا في كثير من المناسبات عن رغبتهم في تغيير التشريعات الجزائرية التي كانت تمنعهم من الاستثمار بالخارج، وهو ما جعل التعاون مع البلدان الأخرى يتم في اتجاه واحد إما في شكل استثمارات أجنبية مباشرة بالجزائر أو شراكات بين مؤسسات جزائرية ونظيراتها الأجنبية لاسيما بعد وضع قاعدة 49/51 المنظمة للاستثمارات الأجنبية المباشرة منذ 2009. وظهرت الحاجة إلى تغيير هذه التشريعات بعد الأزمة المالية التي عصفت بدول أوروبية كثيرة، وهددت الكثير من مؤسسات بلدها، مما جعل رجال أعمال من خارج القارة الأوروبية يستغلون الفرصة لاقتناء أسهم في عدد منها أواقتناء مؤسسات كانت مهددة بالافلاس، وعلى رأس هذه الدول نجد الصين ودول خليجية لاسيما الامارات العربية المتحدة. ومن شأن تحرير الاستثمار بالخارج بالنسبة للمتعاملين الاقتصاديين الجزائريين، فتح أبواب هامة للتوسع في أعمالهم، لاسيما في البلدان الافريقية، فضلا عن أوروبا. وكان رؤساء دول من إفريقيا زاروا الجزائر مؤخرا منها التشاد والسينغال، قد دعوا رجال الأعمال الجزائريين للاستثمار ببلدانهم، وأكدوا منحهم كافة التسهيلات والامتيازات في حال مساهمتهم في تطوير اقتصاديات هذه البلدان في مجالات عدة أهمها الطاقة والبنى التحتية والصناعات الغذائية والفلاحة...إلخ. كما جاءت نفس الدعوة من وزراء أوروبيين ترأسوا وفودا اقتصادية عديدة زارت الجزائر خلال 2014، وكلهم شددوا على ضرورة أن يكون التعاون في اتجاهين، لاسيما بالنسبة لبلدان حوض المتوسط التي تأثرت كثيرا بالأزمة الاقتصادية في السنوات الأخيرة مما جعلها تبحث عن رؤوس أموال لانقاذ مؤسساتها وبالتالي اقتصادها. للتذكير، تقدم السيد اسعد ربراب، مالك مجمع سيفيتال منذ أكثر من ثلاثة أشهر بعرض لاقتناء أحد أضخم مصانع الحديد والصلب بإيطاليا، متعهدا بالحفاظ على مناصب الشغل ومضاعفة إنتاج المصنع. ويملك رجل الأعمال طموحات للاستثمار في بلدان عديدة وفي مجالات مختلفة، ويعد الأول في الجزائر الذي خاض هذه التجربة حتى قبل تغيير التشريعات المتعلقة بتحويل العملة الصعبة.