أكد الوزير الأول عبد المالك سلال، عزم واستعداد الجزائر على المستويين الوطني والدولي في إطار استراتيجية الأممالمتحدة للقضاء على آفة الارهاب في إفريقيا رغم أنها تدرك مدى صعوبة المهمة. وأضاف السيد سلال الذي شارك في أشغال قمة مجلس السلم والأمن أول أمس، حيث يمثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي التي انطلقت أمس بأديس أبابا، في حديثه عن قضية جماعة "بوكو حرام" في نيجيريا أن مواجهة هذه الجماعة الإرهابية ضرورة حضارية وأساسية بالنسبة لإفريقيا، مشيرا إلى أن تهديد جماعة بوكو حرام بات يتوسع ويأخذ أبعادا خطيرة ومقلقة تستدعي تدخلا سريعا وجديا وفعالا لوضع حد لأعمال الإبادة والرعب التي تمارسها هذه الجماعة الإرهابية بصفة مستمرة، موضحا أن الجزائر تحيي في هذه المناسبة مبادرة النيجير بعقدها لاجتماع وزراء الشؤون الخارجية والدفاع لبلدان حوض بحيرة تشاد بحضور الشركاء الدوليين لتبني استراتيجية مشتركة مع نيجيريا قصد مواجهة جماعة بوكو حرام. وفي هذا السياق، دعا السيد سلال إلى ضرورة متابعة نتائج هذا الاجتماع من قبل البلدان المعنية وكذلك من طرف الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة. وقد وافق الاتحاد الافريقى أمس خلال أشغال القمة على خطة لغرب إفريقيا لإنشاء قوة إقليمية من 7500 فرد لمحاربة مقاتلي جماعة "بوكو حرام" المتشددة، وهى خطوة مهمة نحو الفوز بتأييد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث أكد إسماعيل الشرقى، مفوض مجلس السلم والأمن في الاتحاد الافريقى على هامش القمة الإفريقية "نحن ندرس إنشاء هذه القوة وستكون الخطوة التالية عرض الاقتراح على مجلس الأمن الدولي". وعلى الصعيد الاقتصادي، أكد الوزير الأول ضرورة تعجيل تحويل البنى الاقتصادية الإفريقية واندماجها حتى تكون إفريقيا طرفا فاعلا في التحولات والمنافسة التي يشهدها العالم في المجال الاقتصادي، مذكرا بأن القارة الإفريقية تتوفر على القدرات والمؤهلات من أجل إرساء أسس اندماج فعال في الدوائر الدولية للإنتاج والمبادلات. كما أشار المتحدث إلى أن أشواط التقدم الملحوظة في مجال الحوكمة والمحيط الاقتصادي والإصلاحات القطاعية والحشد الداخلي للموارد كانت بلا منازع عوامل ساهمت في بعث مسار تنويع اقتصاد القارة واندماجه. وذكر السيد سلال بالمناسبة أن قمة دكار الأخيرة أكدت حق التأكيد على أهمية المنشآت من أجل تنمية القطاعات الاقتصادية المنتجة والمندمجة وعلى أهمية الاستقرار القانوني والجبائي وكذا تناسق الأطر التنظيمية من أجل التشجيع على إقحام القطاع الخاص في تمويل مشاريع المنشآت بما في ذلك في إطار شراكة عمومية - خاصة، مشيرا إلى أن آلية تقديم الخدمات التي أقامتها وكالة النيباد من شأنها من خلال التنسيق مع المؤسسات الإفريقية والدولية أن تمكن من تعزيز قدرات الدول والتجمعات الاقتصادية الجهوية ومساعدة الدول في المفاوضات ونشر ممارسات جيدة في مجال تسيير المشاريع وعمليات الشراكة العمومية - الخاصة. كما أبرز المسؤول أهمية تطوير الكفاءات العلمية والتقنية والتسييرية بما يسمح بإعادة هيكلة اقتصادية لإفريقيا، تكون مؤسسة على التكنولوجيا العصرية وتستجيب لمتطلبات الإنتاجية والتنافسية وكذا استحداث مناخ قانوني مناسب. ولم يفوت السيد سلال الفرصة ليؤكد التزام الجزائر بإنجاز مشاريع جهوية مشتركة ومشاريع وطنية ذات بعد جهوي في مجال المنشآت، مذكرا بأنها مولت من جهتها العديد من دراسات الجدوى. كما قام الوزير الأول في تدخله أمام القادة الأفارقة بعرض تقرير حول حالة تقدم مشروعي الطريق العابر للصحراء والألياف البصرية بمناسبة انعقاد القمة ال32 لمبادرة الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا نيباد، حيث قال إن الجزائر كلفت من خلال الرئيس بوتفليقة بمتابعة إنجاز مشروعي الطريق العابر للصحراء والألياف البصرية. ولدى عرضه للتقرير حول الطريق العابر للصحراء، أعلن الوزير الأول أنه بلغ تقريبا الحدود مع النيجر وسيتم إنجاز الجزء المتبقي قبل نهاية 2016، علما أنه تم تنصيب لجنة ثلاثية الأطراف بين الجزائروالنيجروالتشاد للتكفل بمتابعة إنجاز الجزء المتبقي الذي سيربط بين مدينة نجامينا والطريق العابر للصحراء الرابط بين الجزائر العاصمة ولاغوس. وقد كانت للوزير الأول أمس على هامش هذه القمة محادثات مع رئيس جمهورية الكونغو، دينيس ساسو نغيسو ومع كل من نائب رئيس جمهورية أنغولا، مانويل دومينغو فيسانتي، والوزير الأول السويدي كجيل ستيفان لوفن. تمديد عهدة الرئيس بوتفليقة كنائب رئيس للجنة التوجيه "للنيباد" وفي موضوع آخر، أشاد رؤساء الدول والحكومات المشاركون في هذا الاجتماع بمكتب لجنة التوجيه والمتابعة للنيباد بالعمل الذي تم تحقيقه. وفي إطار كل هذا النشاط المكثف الذي قامت به حتى اليوم هذه اللجنة وجميع النتائج المحققة، طلب رؤساء الدول والحكومات أن يواصل المكتب الحالي مهمته برئاسة الرئيس السينغالي، ماكي سال ورئيس الدولة عبد العزيز بوتفليقة كنائب أول للرئيس. ويعد الرئيس بوتفليقة عضوا مؤسسا لمبادرة النيباد التي تم إنشاؤها في سنة 2001 مع كل من تابو مبيكي من جنوب إفريقيا وأوليسيغون أوباسانجو من نيجيريا وعبدو اللاي واد من السنغال. وعرفت أشغال القمة الإفريقية التي انطلقت أمس بمشاركة قادة وزعماء أفارقة اختيار رئيس زيمبابوي روبرت موغابي رئيسا للدورة الجديدة للاتحاد الإفريقي لعام 2015. كما تم خلال هذه القمة تسمية قاعة المؤتمرات للاتحاد الإفريقي باسم رئيس جنوب إفريقيا السابق "نيلسون مانديلا"، تطبيقا للاقتراح الذي قدمته الجزائر خلال قمة الاتحاد الإفريقي المنعقدة في جانفي 2014 بإثيوبيا.