تسعى محافظة الغابات بولاية وهران، لإحياء اليوم العالمي للمناطق الرطبة المصادف للثاني من شهر فبراير، على مستوى بلدية قديل التي تزخر بالكثير من الموارد الطبيعية الهامة على رأسها بحيرة تيلامين المصنّفة عالميا ضمن المناطق الرطبة المحمية. وفي هذا الإطار قال السيد بوزيان، محافظ الغابات بولاية وهران ل"المساء" بأنه سيتم في هذا اليوم وبهذه المحمية إطلاق حملة تشجير كبيرة وواسعة النطاق على كافة ضفاف البحيرة، حيث سيتم غرس 500 شجيرة بهدف حماية البحيرة من انجراف التربة إليها ومختلف الترسبات التي قد تتعرض لها. وسيشارك في هذه الحملة تلاميذ المدارس الابتدائية والمتوسطات من أجل تلقينهم دروسا في التربية المدنية، وضرورة الاهتمام بالبيئة ووجوب المحافظة عليها من التلوث، إلى جانب عدد من المواطنين وممثلي مختلف الجمعيات الغيورة على حماية البيئة والمحيط. وإلى جانب هذا ستقوم مصالح محافظة الغابات بحملة تنظيف واسعة النطاق على مستوى ذات البحيرة ومختلف المناطق المحيطة وتهيئتها إلى جانب القيام بنشاطات أخرى مختلفة أهمها إلقاء دروس ومحاضرات على مستوى العديد من المؤسسات التربوية بهدف التعريف بماهية المناطق الرطبة ودورها البيئي وضرورة المحافظة عليها من الزوال وأهمية تصنيفها العالمي. للعلم فإن ولاية وهران بها ثماني مناطق رطبة منها أربع مناطق مصنّفة عالميا وفق معاهدة "رمستار" منها السبخة الكبرى، وبحيرة تيلامين والمقطع وضاية مرسلي، في الوقت الذي ينتظر فيه تصنيف المناطق الأربعة الأخرى التي تشتهر بها ولاية وهران، والتي تعاني من التلوث البيئي جراء عمليات التفريغ التي تتعرض لها من طرف مسيري مختلف المؤسسات الصناعية الموجودة داخل المؤسسات الصناعية بحاسي عامر والسانيا وبطيوة. وفي هذا الإطار فإن تلويث هذه المنطق الرطبة بالمياه القذرة ومختلف عمليات التفريغ الصناعي التي تعاني منها تجعلها غير صالحة للعيش للكثير من الأصناف الحيوانية والطيور المهاجرة التي تلجأ إليها في فصل الشتاء هروبا من دول الشمال بسبب البرد القارس. وفي هذا الإطار وتفاديا للكثير من المشاكل البيئية التي تعاني منها هذه البحيرة على وجه الخصوص تم على مستوى مصالح بلدية بطيوة، تسجيل إنجاز محطة تصفية المياه القذرة الهدف منها هو العمل الجاد والميداني على إنقاذ هذه البحيرة من مختلف المياه القذرة التي تصب فيها، إضافة إلى عمليات التفريغ العشوائي للنفايات الصلبة ومخلفات أدوات البناء التي تواجهها وتتعرض لها يوميا وهو نفس الشيء الذي تعاني منه مختلف البحيرات الأخرى التي بدأت مساحاتها تتقلص تدريجيا بسبب زحف الكثير من مظاهر التخلّف عليها.