أكد رئيس لجنة البيئة بالمجلس الشعبي الولائي لوهران، السيد بن صافي إسماعيل، بأن وزارة الري والموارد المائية وافقت، بعد الكثير من الجدل، على إنجاز محطة لتصفية المياه ببلدية وادي تليلات لحماية المناطق الرطبة، خاصة ما تعلق بمنطقتي أم غيلاس وتيلامين المصنفتين دوليا منذ عام 2006، حسب اتفاقية رمسار الدولية. وتعتبر هاتان المنطقتان الرطبتان من أهم المناطق الموجودة على مستوى تراب الولاية لموقعهما الاستراتيجي، غير أن قيام العديد من المواطنين بالرمي العشوائي للنفايات أثر عليهما، الأمر الذي أدى بالعديد من ممثلي المجتمع المدني بالمنطقة إلى دق ناقوس الخطر ومراسلة السلطات العمومية المحلية والولائية من أجل اتخاذ القرارات المناسبة لحمايتهما، الأمر الذي جعل منتخبي الولاية والبلدية يراسلون أعلى السلطات العمومية من أجل إيجاد حل نهائي لهذه المشكلة البيئية في المنطقة الحيوية، على غرار ما تم التعامل به مع ولايتي معسكر وسيدي بلعباس. وحسب رئيس لجنة البيئة بالمجلس الشعبي لولاية وهران، فإن إنجاز محطة التصفية بوادي تليلات أصبح أكثر من ضروري من أجل تنقية البحيرتين من الأوساخ الكثيرة التي أصبحت عالقة بهما جراء الرمي الكلي للنفايات. للعلم فإن النفايات الواردة إلى بحيرة تيلامين نابعة أساسا من الوادي الذي يمر بالبلدية والقادم من جبال اسطنبول بولاية معسكر وكذا من أعالي تسالة بولاية سيدي بلعباس في أعالي جبال سيدي غالم، حيث أن كل النفايات المتراكمة بالوادي تصب بالبحيرة التي أصبحت في وضعية كارثية يجب معالجتها الآن قبل فوات الأوان، خاصة وأن الوادي يمر كذلك على بلدية زهانة التي ترمي بكل نفاياتها في الوادي، كما أن كل نفايات مصنع الاسمنت ومعاملها المتخصصة في إنجاز صفائح الاميانت ومختلف أدوات البناء تصب في هذا الوادي، الذي يصب هو الآخر في هذه البحيرة التي لم تعد قادرة على استيعاب هذا الكم الكبير من النفايات الصناعية والمنزلية والقاذورات الواجب اتخاذ الإجراءات الصحية بشأنها. ومن هذا المنطلق، فإن الوادي في نهايته عند بحيرة تيلامين لا يصبح سوى مفرغة عمومية، كما ذكر أحد منتخبي بلدية وادي تليلات. وفي هذا الصدد، فإن محطة التصفية التي سيتم إنجازها بالمنطقة ستكون تحت الإشراف المباشر لمديرية الري والموارد المائية التي ستعمل على تحويل كافة المياه القذرة عبر قنوات من أجل تنقية فعلية لهاتين المحميتين اللتين لهما فائدة كبيرة على النظام البيئي في المنطقة، خاصة أن عدد وحجم المحميات الرطبة بالولاية في تناقص كبير، الأمر الذي أثر على الكثير من الكائنات الحية التي لم يعد لها وجود من جهة، كما أن ذلك ساهم في انتشار الكثير من الأمراض التي يتعرض لها الإنسان ويصعب معالجتها، كما حدث منذ أعوام عند انتشارداء «الكوليرا» في منطقة الكحايلية ببلدية طفراوي غير بعيد عن بلدية وادي تليلات، الأمر الذي أدى إلى تدخل العديد من القطاعات من أجل احتواء الوضع ومعالجته تحت الإشراف المباشر لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات وبالتنسيق مع ممثلي منظمة الصحة العالمية، التي كان ممثلوها بعين المكان لأزيد من شهر. يذكر بالمناسبة، أنه يوجد بولاية وهران 8 مناطق رطبة كلها مصنفة عالميا وفق تصنيف معاهدة «رمسار»، تعاني كلها من الإهمال التام من طرف السلطات العمومية المحلية والوطنية وكلها تعرف نفس المشاكل المتعلقة بالتفريغ العشوائي للنفايات من مختلف الأنواع، ما يؤثر سلبا على هجرة الطيور المختلفة والمتنوعة التي تقصدها في فصل الشتاء هروبا من البرد القارس الذي تعرفه القارة الأوروبية.