أعدمت السلطات الأردنية أمس، شنقا الانتحارية العراقية ساجدة الريشاوي، وزياد الكربولي، اللذين طالب تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بإطلاق سراحهما بعد ساعات من إعلان التنظيم إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، حرقا حتى الموت. كما توعدت الأردن بمحاربة هذا التنظيم الإرهابي الذي يرتكب جرائم لا تمت بصلة للإسلام الذي يتحدث عنه ويحاول أن يشوه صورته بهذه الممارسات اللاإنسانية. ردت السلطات الأردنية بقوة على تنظيم الدولة الإسلامية بعد أن تعهدت بالانتقام للطيار الأردني الذي قتله هذا التنظيم بوحشية وبربرية، حيث نفذت السلطات الأردنية حكم الإعدام في حق المتهمة العراقية ساجدة الريشاوي، التي صدر في حقها هذا الحكم منذ سنوات لارتكابها اعتداءات إرهابية بعمان سنة 2005، وكذا العراقي زياد الكربولي، أحد مسؤولي تنظيم القاعدة. وذكرت وزارة الداخلية الأردنية في بيان لها أمس، أن تنفيذ حكم الإعدام تم بحضور المعنيين ووفقا لجميع الإجراءات المنصوص عليها في القانون. وكان تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" قد هدد السلطات الأردنية في شهر جانفي الماضي، بقتل الطيار في حال عدم إطلاق سراح الإرهابيين. غير أن عمان طالبت بتقديم دليل يثبت وجود الطيار الذي عثر عليه وأخذ كأسير لدى التنظيم شهر ديسمبر بعد تحطم طائرته بسوريا، عندما كان يشارك في الضربات الجوية للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" حيا. وذكرت السلطات الأردنية أمس، أن التنظيم قام بتصفية طيارها في 3 شهر جانفي الماضي، وأنها كانت على علم بذلك. ونعى وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة، الفقيد الطيار حيث نشر عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" "أن الوحشية أكبر برهان على أن الإرهابيين لا يمتوا للإسلام والإنسانية بصلة، هذه حربنا وسيرون غضب الأردنيين رحم الله شهيدنا البطل معاذ الكساسبة". ولاقى نبأ مقتل الطيار غضبا أردنيا وتنديدا واستنكارا عربيا ودوليا، فيما أكدت القوات المسلحة الأردنية، على أن دم شهيدها لن يذهب هدرا. مشددة على أن قصاصها من طواغيت الأرض الذين اغتالوا الطيار معاذ ومن يشد على أياديهم سيكون انتقاما بحجم مصيبة الأردنيين جميعا. وبعد هذه الحادثة الأليمة قطع الملك الأردني عبد الله ثاني، الذي كان متواجدا بالولايات المتحدةالأمريكية زيارته الرسمية وعاد على جناح السرعة الى بلاده. غير أنه وقبل مغادرة واشنطن اتفق مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، على مواصلة الجهود لمحاربة الارهاب، حيث أشار الطرفان الى أن مقتل الطيار الأردني بهذه الطريقة سيستغل لتقوية التفاف وتضامن المجتمع الدولي للقضاء على تنظيم ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية. ومن جهتها دعت وزارة الشؤون الدينية الأردنية، كل الأردنيين لإقامة الصلاة ترحما على روح الفقيد بكل مساجد المملكة. وخلّف مقتل الطيار الأردني صدمة وهلعا بالمملكة التي عرفت خروج المئات من المواطنين للشارع مساء أول أمس، ترحما على روحه واصفين إياه بالشهيد، وداعين للانتقام له حسبما أكده أخوه جودت الكساسبة في تصريح للصحافة. ووصف المختصون في المجال الأمني طريقة قتل الطيار الأردني الذي تم وضعه في قفص وتبليل ملابسه بالبنزين ثم إبرام النار بجسده "محاولة لتخويف المجتمع الدولي ومحاولة لإرغامه على توقيف عمليات محاربته". وللتذكير فإن تنظيم "داعش" ضاعف من عملياته الإرهابية في العشرة أيام الاخيرة بعد قتل الرهينتين اليابانيتين والطيار الأردني، لتضاف هذه العمليات الى أعماله الإجرامية الأكثر الدموية التي قام بها منذ منتصف شهر أوت الماضي، عندما أعلن عن قتل خمسة رهائن غربيين تم اختطافهم بسوريا منهم صحفيان أمريكي وبريطاني من نشطاء تقديم المساعدات الإنسانية.