كشف الشاب أنيس حدادي، عضو في جمعية السوق، النادي العلمي لكلية الطب بالجزائر، أن العديد من الأسر لا تولي اهتماما خاصا لأسنان أطفالها، ما يعجل بإصابة الصغار بتسوس الأسنان في سن جد مبكرة، وهذه الأعراض لا تنحصر في مشكل اللثة أوالضرس فقط، وإنما تهدد بالإصابة بأمراض عديدة أخرى. يسطر أعضاء الجمعية أهدافا رئيسية تعكسها برامج الأعمال التطوعية، أهمها رسم البسمة على وجوه الأطفال المرضى وإبهاج قلوبهم، إلى جانب تفعيل روح التواصل مع ذويهم وإعطائهم الفرصة لتبني الثقافات الصحية الوقائية من شتى الأمراض، ومن ضمن الحملات التحسيسية التي تبرمجها الجمعية، مشروع "النرويج" لحث الأطفال على غسل أسنانهم بصفة منتظمة دون تدخل أوليائهم. وأوضح المتحدث أن هذه الفكرة جاءت من بلد النرويج، وتحاول الجمعية تكييفها مع المجتمع الجزائري. مبدأ هذا البرنامج يتمثل في احتكاك أعضاء الجمعية بالمجتمع في الشوارع عبر الأحياء والمدارس، وتزويد الأطفال بمعجون الأسنان وفرشاة، وتعليمهم الأساليب الصحيحة في غسل الأسنان وتشجيعهم على المزاولة والمداومة على الغسل لفترة 10 أيام، وأخذ صورة لأسنانهم ليتم بعدها استدعاؤهم وإعادة تصوير الأسنان بعد غسلها بشكل منتظم، وتوضيح الفرق بين الصورتين لدى الطفل ليتم تسليم جوائز تشجيعية لهم. وأكد أنيس، أنها مبادرة حسنة سوف تشجع الطفل على تبني ثقافة صحية للعناية بأسنانه، مشيرا إلى أن هذا الطفل سيكون حامل النصيحة الرشيدة لباقي أفراد أسرته. وينصح المتحدث الأولياء بالشروع بالعناية بأسنان أطفالهم حال بزوغها، وذلك للأهمية الكبرى التي تضطلع بها الأسنان اللبنية في تطور الطفل الجسدي والنفسي. وأوضح المتحدث أنه لابد من التخلي عن فكرة أن الأسنان التي تستبدل لا يعد ضروريا العناية بها، طالما أنها تأخذ محلها أسنان جديدة وصحية، فهذا خطأ شائع، فحقيقة الأمر أن إهمال هذه الأسنان اللبنية وعدم العناية بنظافتها، سوف تؤدي إلى مرض اللثة وتسوس الأسنان الجديدة التي أخذت محلها بشكل سريع. وعن طرق تزويد الطفل بهذه السلوكات الوقائية للعناية بالأسنان، يقول أنيس: "من الضروري تعويد الطفل منذ الصغر على تنظيف الفم، بعد أيام من ولادته وذلك باستخدام قطعة قماش نظيفة مبللة بالماء لإزالة بقايا الحليب، ليكون تفريش الأسنان حال بزوغها أي بعد حوالي 8 أشهر باستعمال فرشاة لطيفة الملمس حفاظا على لثة الصغير، وفور بلوغ الطفل العامين، يجب تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون، إذ توضع على الفرشاة كمية صغيرة من المعجون مع تنظيف الأسنان مرتين يوميا على الأقل، وخاصة قبل النوم. وليستمر هذا الروتين بعد أن يكبر الطفل مع إبقاء الأولياء على تذكير طفلهم بأهمية التفريش. وشدد عضو "جمعية السوق"، على أهمية العناية بالأسنان لما لها من ارتباط قوي بالصحة، سواء الجسدية أو النفسية، لأن المظهر الحسن وجمال الأسنان يمنح الفرد الشعور بالثقة في النفس والراحة، فضلا عن الوقاية من تفاقم بعض الأمراض، خاصة منها أمراض القلب، حيث تستقر البكتيريا في الفم بسبب عدم العناية بنظافته، وتقوم بتخريب عمل الجهاز المناعي عند الإنسان عبر تسرب تلك البكتيريا إلى الدم لتسبب الالتهابات، ومن ثم تضيق الشرايين. للإشارة، يضم برنامج ‘'جمعية سوق'' العديد من الخرجات والزيارات التفقدية للأطفال المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، ممن يعانون قلة زيارات الأهل، كما يشمل برنامج الجمعية، حسبما صرح به المتحدث ل''المساء''، زيارات إلى المستشفيات المتواجدة في العاصمة، على غرار مستشفيات الرويبة، باب الوادي، بن عكنون وعين طاية مرتين في الأسبوع، بالإضافة إلى هذا، تبادر الجمعية سنويا للقيام بخرجات ترفيهية للشواطئ والغابات، وتضع تحت تصرف الأطفال وسائل ترفيه وألعاب للتخفيف عنهم كآبة الروتين والوحدة ومعاناة المرض الذي يتخبطون فيه يوميا.