أصبح التبادل الثقافي بين الولايات تقليدا راسخا حيث لم تتوقف هذه التظاهرة طوال السنة، ناهيك عن الأسابيع الثقافية الجزائرية بالخارج التي انتعشت مؤخرا بعد سنوات من الركود. يرى البعض أن الدوافع وراء عودة هذه التبادلات هو تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007 والتي ركزت على ملاقاة الولايات بعضها ببعض بشكل منتظم على مدار السنة. فخلال هذا الصيف استضافات ولايات مختلفة من الوطن أسابيع وتظاهرات ثقافية من مناطق مختلفة عبر كامل التراب الوطني. من آخر هذه التظاهرات الأسبوع الثقافي لولاية بشار الذي احتضنته مدينة وهران بمشاركة 75 فنانا يمثلون مختلف الطبوع الفنية والثقافية الخاصة بمنطقة الساورة، وتدخل هذه التظاهرة (مهرجان الفنون والثقافات الشعبية ) في اطار المهرجانات المحلية التي أسستها وزارة الثقافة ما بين الولايات. يحوي هذا الأسبوع البشاري على سهرات فنية وفلكلورية وتنظيم لقاءات شعرية من أعماق الصحراء. كما انطلقت هذا الأسبوع بعنابة فعاليات الأسبوع الثقافي لتندوف الذي تميزت انطلاقته بعروض الغناء والرقص الشعبي لفرقة القرقابو التي جلبت الجمهور حيث اكتشفت ثقافة الصحراء الضاربة في القدم. وحطت ثقافة الصحراء أيضا ضمن الفرق الفلكلورية للطاسلي مؤخرا بولاية تيزي وزو حيث قدمت فرق التندي ألاغ ايهيرغ معزوفات تقليدية صفق لها الجمهور القبائلي بساحة وقاعة دار الثقافة كما اطلع الجمهور على جوانب ثقافية وفلكلورية تزخر بها ولاية ايليزي الواقعة بأقصى الجنوب الكبير والتي حوتها الخيم والمعارض واللوحات التشكيلية، والتي جابت أيضا من خلال قافلة دوائر واقنون، تقزيرت، الأربعاء ناثراثن ودراع بن خدة. انطلقت مؤخرا أيضا فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية غرداية بتيارت بتقديم عروض تقليدية تعبر عن عمق أصالة منطقة وادي ميزاب، كما حطت غرداية أيضا رحالها بتيزي وزو والمتمثل في الفرق الموسيقية كفرقة الزرنة لسيدي مجبر، والجوهرة السمراء والبارود لبريان اضافة الى الركن التشكيلي لابراهيم مردوخ، كما كان للشعر نصيبه خاصة الأمازيغي منه مستمر من الموروث الوطني. غير بعيد عن تيزي وزو استقبلت بجاية هي الأخرى ولاية خنشلة خلال هذا الصيف، وقد حملت هذه الأخيرة كل ما تزخر به من ثقافة وفلكلور ابتداء من المحاضرات خاصة التاريخية منها الى العروض التشكيلية وفن الخط والزخرفة، وعروض خاصة بالصناعات التقليدية والحلي والأكلات، وكذا السهرات الفنية ذات النكهة الشاوية خاصة مع فرقتي الرحابة بيابوس وطافرة. بدورها استقبلت خنشلة ولاية سكيكدة التي زارتها مليئة اليدين خاصة بالمالوف. ولايات أخرى شهدت نفس الحدث الثقافي منها مثلا الطارف التي استقبلت النعامة في أجواء فنية مليئة بالطبوع والألوان، وكذا الحال كان مع تبسة التي استضافت النعامة، ومعسكر التي استقبلت عين الدفلى وبرج بوعريريج استقبلت بدورها ولاية ايليزي. كما كان لولاية بومرداس نصيب كبير في استضافة هذه الأسابيع منها استقبالها لولاية غرداية بداية هذا الصيف. لم تقتصر التبادلات الثقافية على الداخل حيث شاركت الجزائر في عدة تظاهرات ثقافية بالدول العربية خلال هذه السنة كان آخرها الأسبوع الثقافي بدمشق، ثم بمخيم العيون للاجئين الصحراويين كما احتضنت الجزائر الأسبوع الثقافي الصيني مؤخرا ضمن الاحتفال بالذكرى ال500 لاقامة العلاقات بين البلدين. تبقى هذه المناسبات الثقافية مجالا حيويا لتنشيط المشهد الثقافي عندنا وانتشاله من الركود مهما كانت الانتقادات التي ترى فيها مجرد "زردات" وفرجة فلكلورية لا تسمو الى أن تكون فعلا ثقافيا، لكن هو الغيث يبدأ بقطرة، والحراك يحمل معه الغث والسمين والغربلة والنوعية تظهر مع الاستمرارية هذا إذا سلمنا أن كل ما يقدم غث.