حادت الأسابيع الثقافية التي تقام في الجزائر ولاسيما في العاصمة عن هدفها الأسمى والأساسي وهو تحقيق التبادل الثقافي بين مختلف ولايات الوطن والتعريف بموروثها التاريخي والشعبي، لتصبح مجرد رحلة للراحة والاستجمام بسبب التنظيم العشوائي الذي أصبح يميز جل فعالياتها في مختلف الولايات. يعرف تنظيم الأسابيع الثقافية التي أطلقتها وزارة الثقافة منذ سنة 2007 في إطار الاحتفال بالجزائر عاصمة الثقافة العربية والتي أصبحت تقليدا ينظم كل سنة انتشارا واسعا بين الولايات، حيث تحط في كل مرة ولاية من ولايات الوطن بثقافتها وتاريخها وموروثها الفني ضيفة على ولاية أخرى قصد عرض هذا الموروث وكذا عاداتها وتقاليدها والتعريف بها. غير أن الملاحظ من خلال تتبع هذه الفعاليات في مختلف ولايات الوطن هو أن القائمين عليها لا يولون اهتماما كافيا بهذه الأسابيع الثقافية التي أصبحت لا تحمل في مغزاها إلا التسمية، نظرا للتنظيم العشوائي وغير المحكم الذي طبع معظم فعالياتها، ولاسيما ما تعلق بغياب الإشهار والإعلان الكافي عن هذه التظاهرة، ناهيك عن المعروضات التي تحملها الولاية المضيفة والتي لا تعكس في الأساس الموروث الثقافي الخاص بتلك الولاية، الأمر الذي انعكس سلبا على زوار هذه المعارض الذين لم يعد يشدهم الحنين لزيارة هذه المعرض لفراغها من محتواها. الأسابيع الثقافية تلغي التراث من أجندتها الواقف على هذه الأسابيع يجد أن المعروضات تختصر في بعض الأواني التقليدية والأكلات الشعبية وحضور بعض الفرق الموسيقية، وكأن الثقافة والتراث يحصر في هذا الحيز الضيق (موسيقى، اكل وأوانٍ) رغم ان الجزائر تعرف بثراء وغناء وتنوع وكذا زخم تراثها الثقافي والفني. علامات الحيرة تتجلى بوضوح على وجوه الزوار الذين أعربوا ل ''الحوار'' عن أسفهم لما آلت إليه هذه الأسابيع، بالنظر لما تحمله من معروضات لا تخدم معنى التظاهرة بالأساس، فما جدوى هذه المعروضات التي تبتعد عن إبراز ثقافة الولاية؟. أهل البيت يستغربون أهل البيت من الفنانين والشعراء هم أيضا استغربوا من فحوى هذه التظاهرة، حيث أكد أحد الشعراء ل''الحوار'' على هامش إحدى الأسابيع الثقافية التي احتضنتها الجزائر العاصمة مؤخرا استغرابه من هذه الفعالية ''كيف نطلق عليه اسم أسبوع ثقافي وأجندته تغيب عنها العديد من النشاطات الثقافية الهامة.. فأين موقع الشعر من هذه التظاهرة؟''، يتساءل محدثنا. عزوف الصحافة عن الثقافة وبعد أن كانت هذه الأسابيع القبلة الأولى للصحافة التي كانت تسعى دوما لنقل صورة عن فعالياتها لمن لم يسعفهم الحظ والظروف في الحضور، أصبحت هذه الأخيرة لا تستقطب إلا الفئة القليل من رجال الإعلام، لتقتصر التغطية الإعلامية على حفلي الافتتاح والاختتام وبطريقة سردية تلغي معنى الأسبوع.