تستعد وكالة مؤسسة «اتصالات الجزائر» بولاية النعامة هذه الأيام، لإطلاق تقنية ال «أمسان»، التي من شأنها المساهمة في تحسين خدمات الأنترنت لصالح زبائنها والقضاء على مشكل الانقطاعات المتكررة في الشبكة. وقد التقت «المساء» مدير الوكالة المذكورة السيد معمر خثير، الذي أبرز من خلال هذا الحوار، مختلف الإجراءات التي تقوم بها مصالحه لتحسين الخدمات. @@ في البداية، هل لكم أن تعرّفونا والقراء بتقنية ال"أمسان" الجديدة التي ستدخل الخدمة بالنعامة هذه الأيام؟ @ ال «أمسان» هو مركز متعدد الخدمات، يجمع بين الهاتف والأنترنت، ويقدم مستقبلا خدمة أخرى، تتمثل في الاشتراك في القنوات التلفزيونية عن طريق الكوابل، وهي تضمن الجودة العالية. وسيتم وضع جهاز «أمسان» في كل حي، وهي العملية التي تشبه، إلى حد كبير، عملية وضع محوّل كهربائي في كل حي من قبل مؤسسة سونلغاز، مما يحقق مساعي الدولة في تقريب الخدمات من المواطن. @@ هذه التقنية ستدخل هذه الأيام حيّز الخدمة في النعامة، فإلى أين وصلت هذه العملية؟ @ التقنية متوفرة في بعض الولايات، وجاء الآن دور ولاية النعامة لتتزود بها في غضون أيام قليلة جدا؛ إذ سنقوم بتحويل شبكة النعامة كلها إلى «أمسان»، وسنبدأ كمرحلة أولى، بعاصمة الولاية، ثم نشرع في إنجاز محطة مماثلة في بلدية المشرية، وأخرى بالعين الصفراء، وبعد ذلك نواصل تعميمها عبر كافة مناطق الولاية، وهذا عند تزويدنا بالتجهيزات الخاصة بال «أمسان». وتجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع يتطلب تغيير الأرقام الهاتفية، وهي العملية التي شرعنا في تنفيذها على مستوى عاصمة الولاية. وفي هذا الإطار نقوم بحملات تحسيس لفائدة المواطنين، خاصة عن طريق الإذاعة الجهوية، لإعلامهم بكل ما يتعلق بالتقنية الجديدة. @@ أغلب المواطنين بولاية النعامة لديهم خطوط هاتفية للثابت، كما يشير إلى ذلك دليل الهاتف، فماذا عن إقبالهم على الأنترنت؟ @ فعلا هناك مواطنون بولاية النعامة لديهم خطوط الهاتف الثابت لكن ليس لديهم الأنترنت، ونحن هنا لم نفهم سبب ذلك ونجهله. ومن هذا المنبر المقروء والمتمثل في يومية «المساء» الموقرة، أطلب من هؤلاء المواطنين التقرب من مصالحنا لتزويدهم بالأنترنت أو لإطلاعنا على الأسباب التي حالت دون طلبهم لها؛ فقد يرجع السبب إلى عدم تمكنهم ماديا من اقتناء جهاز للإعلام الآلي، وقد تكون أسباب أخرى نود معرفتها ودراستها، وبدورنا نقوم برفعها على المستوى الجهوي وحتى المستوى المركزي لمساعدتهم، ونحن هنا في خدمتهم. وليس من الصعب تزويدهم بالأنترنت، على العكس؛ فالعملية بسيطة، وأشير أيضا إلى أهميتها لدى التلاميذ والطلبة في دراساتهم، وفي إنجاز بحوثهم وتعريفهم أيضا بالعالم الخارجي. @@ ما هي أهم الخدمات التي تتعلق بالهاتف الثابت والتي لاحظتم أيضا عدم الإقبال عليها؟ ** رغم أننا قمنا بحملات تحسيسية تتعلق بخدمات نوفرها بالنسبة للهاتف الثابت، إلا أن الإقبال عليها يبقى ضعيفا، فعلى سبيل المثال وفيما يتعلق بالخدمات الجديدة، لم يصبح هناك اشتراك 3000 دج في كل شهرين، وبدلا عن ذلك أصبحنا نقدّم ثلاثة عروض خارج الضريبة، أولها ذلك الخاص ب 250دج، والذي يمكّن المواطن من الاتصال هاتفيا داخل الولاية، وبإمكانه الحديث 24 ساعة على 24، والثاني قيمته 500 دج، يمكن للزبون من خلاله إجراء مكالمات هاتفية على المستوى الوطني، أما العرض الثالث فهو المتعلق ب 1000 دج؛ إذ بإمكان الزبون إجراء مكالمات بتسعيرة مخفضة بنسبة 15 بالمائة، إلى جانب إجراء مكالمات هاتفية نحو الخارج بتخفيضات 10 بالمائة بالنسبة للمكالمات نحو أوروبا، و30 بالمائة نحو أمريكا، وهو عرض لم يعرف إقبالا عليه. وعرض آخر يتمثل في «خدمة خلاص»، لتمكين المواطن من تخليص الفواتير عبر الأنترنت، لتفادي ذهابه إلى الوكالة التجارية لدفع مستحقات الهاتف والأنترنت. @@ السيد خثير، تسعون حاليا لتعميم خدماتكم خاصة المتعلقة بالهاتف الثابت، عبر أرجاء الولاية؛ في هذا الإطار ما هي المشاريع التي من المنتظر إنجازها لتحقيق هذا الهدف؟ @ أود أن أشير أوّلا إلى أن هناك مساعدة وجهودا كبيرة مبذولة من قبل والي الولاية وكذا مدير تكنولوجيات الإعلام والاتصال للتكفل بإنجاز مشروع مد 200 كلم من الألياف البصرية الذي يمتد من النعامة إلى غاية حدود ولاية بشار، وهو المشروع الذي يساهم في تفادي الانقطاعات، وهو قيد الإنجاز منذ نوفمبر الفارط، وقد عرف تقدما كبيرا. أما بالنسبة للقرى النائية والتي هي من أولوياتنا كقريتي تيركونت وميكاليس والقرى المتواجدة بالعين الصفراء وغيرها، فسيتم ربطها، بحول الله كلها، بالألياف البصرية، ومن خلال كل هذا نقول إن ولايتنا حققت في مجال الاتصالات خطوات عملاقة؛ إذ أننا تمكنا من تزويد قرى بها كثافة سكانية قليلة لا تتجاوز المائة ساكن، بالألياف البصرية كقرية التزاجر مثلا، وأولغا وعين ورقة الأخيرة، التي بفضل تضافر الجهود تمكنا من تزويدها بالألياف البصرية، وهي الأمنية والحلم الذي بدأ التفكير في تجسيده منذ سنة 2000، علما أنها منطقة تتميز بصعوبة تضاريسها. @@ لاحظنا مؤخرا انقطاعات متكررة في شبكة الأنترنت، ما هي الأسباب التي أدت إلى هذا المشكل؟ @ بالفعل كانت هناك انقطاعات كثيرة بالنسبة للأنترنت، ولذا وجب علينا إعلام المواطن بأننا كنا مرتبطين تقنيا بولاية بشار، وحاليا حوالي 70 إلى 80 بالمائة من خدمات الأنترنت تم ربطها بتلمسان التي نرتبط بها إداريا. وهنا أود التوضيح بأن عند ارتباطنا بولايتين إحداهما تقنيا والأخرى إداريا، تكون بعض الصعوبات عكس الارتباط بولاية واحدة من الجانبين، وهو ما سيحقَّق مع ولاية تلمسان؛ حيث سيكون التكفل أحسن، وسننتقل من الحسن إلى الأحسن. وبالعودة إلى أسباب الانقطاعات نذكر بعضها، مثل الأحوال الجوية السيئة التي أدت إلى فيضانات بولاية بشار، وهو ما أدى إلى قطع الألياف البصرية، وهو المشكل الذي يتسبب فيه أيضا بعض المقاولين، الذين يقومون بالأشغال على مستوى الطرقات التي تتواجد بها هذه الألياف بدون إعلامنا، ولذا فإنه ينبغي عليهم وقبل الشروع في هذه الأشغال، الاتصال بمصالحنا من أجل التنسيق ميدانيا؛ وهذا قصد تفادي قطع الألياف البصرية. كما هناك انقطاعات في الأنترنت خارجة أيضا عن نطاقنا، مثل أعمال الصيانة على مستوى العاصمة أو وهران، وهي الأعمال الخاصة بتحسين الخدمة لفائدة المواطن. @@ كلمة أخيرة نختم بها هذا الحوار؟ @ في الآونة الأخيرة، اقتنت «اتصالات الجزائر» تجهيزات عصرية ذات كفاءة عالمية من أجل تطوير خدمة الأنترنت، وهي الخدمة التي أصبحت ضرورة وليست من الكماليات؛ إذ أضحت كل شرائح المجتمع في حاجة إلى اللجوء إليها أو استعمالها؛ كالتاجر والفلاح والتلاميذ والطلبة، الذين بإمكانهم الاشتراك في خدمة مكتبتي ب 2400 دج في العام، وهي الخدمة التي تمكّنهم من الاطلاع على مختلف الكتب الصادرة في كل دول، وهذا عن طريق البطاقة المكتبية التي تحمل رقمه السري، هذا من جهة، ومن جهة أخرى هناك خدمة في الهاتف الثابت، والتي تمكّن الزبون من إجراء حوار مع شخصين آخرين في نفس الوقت، وهي الخدمة التي تسمى الحوار بين ثلاثة. وأقول للمواطن في الأخير، إن أبوابنا مفتوحة، وبإمكانه المجيئ إلينا، وسيحظى بالاستقبال الجيد والتكفل بانشغالاته بكل جدية.