كشفت مصادر عراقية على صلة بالمفاوضات الجارية بين الحكومة العراقية ونظيرتها الامريكية حول الاتفاقية الامنية بينهما ان آخر جندي امريكي في العراق سيغادر بحلول نهاية سنة 2011. وقال النائب محمد الحاج محمود احد اعضاء الوفد العراقي المفاوض انه بحلول نهاية سنة 2011 ستنسحب القوات الامركية من العراق.
وجاءت تأكيدات المسؤول العراقي في ختام المفاوضات بين مفاوضين امريكيين وعراقيين حول مواد الاتفاقية الأمنية السبعة والعشرين التي ستحدد طبيعة التواجد العسكري الأمريكي في العراق. وأضاف محمد الحاج محمود أن الاتفاقية تضمنت بندا تضمن إمكانية بداية هذا الانسحاب قبل التاريخ المشار اليه ولكنها تضمنت أيضا بندا آخر يؤكد على إمكانية تمديد آجال الانسحاب إلى ما بعد هذا التاريخ بناء على ما يمليه الوضع الميداني". وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتم الكشف فيها عن مدة سريان المعاهدة الأمنية بين الجانبين والتي كانت أثارت سيلا من الانتقادات للحكومة العراقية التي قبلت شروطا أمريكية تعجيزية ولكنها أغرمت على التراجع عنها بعد أن تعالت أصوات عراقية أكدت على رفضها وهددت بمنع تنفيذها بقوة السلاح. ولكن تصريحات المفاوض العراقي بقدر ما أعطت بعض الشفافية في مدة سريان هذه الاتفاقية، إلا أنها في المقابل تركت الباب مفتوحا أمام الولاياتالمتحدة لاستغلالها من اجل إيجاد الذرائع لتمديد بقاء قواتها في العراق وخاصة عندما ربطت امر انسحابها باستخدام عبارة مراعاة الوضعية الميدانية". وكان مسؤول عسكري اكد ان بداية الانسحاب الامريكي من العراق يمكن ان يشرع فيه خلال شهر جوان من العام القادم. وقال المسؤول الذي لم يشأ الكشف عن هويته بالعاصمة الامريكية ان الاتفاق الذي تضمن مثل هذه التدابير مازال ينتظر الحصول على الضوء الاخضر ويمكن الشروع في تنفيذه شهر جوان من العام القادم ولكنه رهن ذلك أيضا بالوضعية الميدانية في تلميح الى عمليات المقاومة العراقية. ولكن المسؤول العسكري الامريكي رفض تأكيد تصريحات المفاوض العراقي محمد الحاج محمود واكتفى بالإشارة الى ان الجانبين مازالا يتفاوضان حول ما اسماه ب " الآجال الزمنية والتطلعات العامة". وقال اننا نسعى للتوصل الى توازن بين رغبة الطرف العراقي الراغب في معرفة اتضاح الرؤية بخصوص انسحاب نهائي للقوات الامريكية وبين رغبة الإدارة الأمريكية في اتخاذ هذه القرارات بناء على ما يمليه الوضع العسكري على الارض". وكانت وزيرة الخارجية الامريكية حلت بالعاصمة العراقية بغداد اول امس الخميس في زيارة مفاجئة واكدت ان الجانبين العراقي والامريكي على وشك التوصل الى اتفاق امني بينهما. يذكر ان المفاوضات التي شرع فيها منذ شهر فيفري الماضي بين الجانبين لتحديد طبيعة التواجد الامريكي في العراق بعد انتهاء مدة التوكيل الاممي نهاية العام الجاري كان يجب ان تنتهي منتصف الشهر الماضي، ولكن مفاوضي الجانبين وجدوا صعوبات كبيرة لتحقيق ذلك بعد ان حاولت الادارة الامريكية الضغط على حكومة نوري المالكي من اجل اقامة قواعد عسكرية طويلة الامد في العراق، بدعوى الظروف الامنية وعدم تأهيل القوات العراقية لمواجهة تهديدات تنظيم القاعدة. وفي سياق امني لقي سبعة جنود عراقيين مصرعهم في انفجار عبوتين ناسفتين جنوب مدينة بعقوبة عاصمة محافظة ديالى التي تشهد منذ أسابيع عملية تمشيط للقوات الامريكية العراقية المشتركة في محاولة لتحييد عناصر المقاومة العراقية في هذه المحافظة المدرجة ضمن ما يسميه الاعلام الامريكي بمثلث الموت السني.