بقدر ما نرحب بقفف رمضان وديار الرحمة لفائدة الفئات المعوزة خلال شهر رمضان المعظم، بقدر ما نتمنى أن تزول هذه الهبات الرمضانية مستقبلا باختفاء مظاهر الاحتياج والفقر في المجتمع. صحيح أن هذه السياسة التضامنية تعزز التكافل الاجتماعي وتكرس صور التضامن والتآلف خلال شهر الرحمة، إلا أن حقيقة التضامن تكمن أيضا في محو مظاهر العوز وفق سياسة تضامنية مستديمة تغنينا عن قفة رمضان. فبالكاد أضحى التضامن مقرونا بمناسبة شهر رمضان المعظم لدرجة أمسى الكثيرون يتمنون أن يكون العام كله رمضان لما يجره عليهم من جود وخيرات كثيرة يستحوذ عليها حتى ميسورو الحال الذين يزاحمون المعوزين والمحتاجين في وجبات فطورهم..! وإذ نقر باستحالة الوصول إلى تحقيق مجتمع خال من الفقر والعوز، حيث لا تخلو دولة في العالم من فقر وفقراء، حتى في الدول العظمى، فإننا نصبو إلى أن تتقلص هذه المظاهر في مجتمعنا، ولابد لنا أن نسعد في حال انخفاض قيمة الميزانية المخصصة لقفة رمضان كون ذلك يعني أننا نجحنا في تحقيق الهدف. والمؤكد أن هذه المهمة لا تلقى على عاتق وزارة التضامن لوحدها، وإنما على جميع القطاعات المعنية بشكل مباشر بتحسين الواقع المعيشي للمواطن الذي يبقى يعلق آماله على نتائج استراتيجيات تحقيق الإقلاع الاقتصادي.