وجدت بلدية بوروبة في "جمعية النزاهة لحي الكاليتوس" طرفا متعاونا ممتازا في مسعاها لحل بعض مشاكل السكان، خاصة ما تعلق منها بتحسين الإطار المعيشي، ومن بينها تهيئة أحيائها الشعبية القديمة. وقد نجحت هذه الجمعية في إحدى مهماتها الرئيسية والمتمثلة في إعادة تجديد شرفات الحي، التي كانت تشكل خطرا محدقا على السكان بعد أن أصبحت آيلة للسقوط، وهو مسجل ضمن برنامج ولاية الجزائر، لاسيما أنها مصنوعة من الاسمنت، وكان من الضروري استبدالها بسرعة لتفادي وقوع ضحايا. استحسن سكان الحي عملية تحسين الوجه الخارجي لسكناتها القديمة، ومنها الشرفات التي استبدلت بأخرى حديدية زادت في جمال الحي، حسب انطباعات الكثير منهم، إلا أن هذه العملية لم تكن سهلة التحقيق بسبب المعارضة الشديدة التي واجهتها جمعية الحي من قبل بعض السكان الذين قاموا في السنوات الأخيرة بتشييد بيوت صغيرة على مستوى شرفاتهم ورفضوا تهديمها، حيث حولت الجمعية قضيتهم إلى البلدية التي ستتكفل بحلها بطريقة سلمية أو عن طريق العدالة. وأفاد رئيس "جمعية النزاهة" السيد عميروش اسماعيل في هذا الشأن ل«المساء" أن الجمعية لم تفرق بين مواطني الحي فيما يتعلق بضرورة تهديم هذه البيوت التي تعيق وضع شرفات جديدة مصنوعة من الحديد، "حيث سوينا بين السكان في هذه العملية ووضعنا القانون فوق الجميع، كي لا نكون عرضة للانتقادات، وحاليا نلقى تأييدا كبيرا من أغلبية السكان فيما يتعلق بإنجاز هذه العملية كون الحي أصبح يتمتع بحلة جديدة"، مفيدا أن هذه الشرفات لم تعد تحجب النظر عن رؤية الأبواب الرئيسية لمنازل السكان، لكن الجمعية قررت الاستجابة لمطلب هؤلاء السكان من خلال تغطية الشرفات الجديدة بمادة بلاستيكية، بل ذهبت إلى حد السماح بالاحتفاظ بهذه البيوت التي كانت مشيدة على مستوى الشرفات لكن بشرط أن تكون واجهاتها من الزجاج أوالبلاستيك، حفاظا على جمال العمارات، لأنه في السابق كان السكان يخشون "الاتكاء" على شرفاتهم بعد أن سقطت الكثير منها ولحسن الحظ أنها لم تحدث ضحايا، ولهذا السبب كانت هذه العملية من الأولويات"، إلا أن المواطنين الذين هدمت بيوتهم الصغيرة على مستوى الشرفات أصبحت تطالب الجمعية بالحصول على تعويضات نظرا للصعوبات المالية التي يواجهونها لإعادة ترميمها، مثلما هو الحال بالنسبة للسيد "دحمان.ز" الذي اشتكى من هذه الوضعية وقال في هذا الشأن "لم نكن أبدا ضد عملية تجديد شرفات العمارات، لأن الحي لا يزال في حاجة ماسة إلى إعادة تهيئة شاملة، فهو لم يشهد أي ترميم منذ السنوات الأولى للاستقلال، لكن كان بوسع جمعية الحي القيام عن طريق بلدية بوروبة بتقديم مساعدة مالية للأشخاص الذين هدمت بيوتهم الصغيرة على مستوى الشرفات، حيث أن ترميمها "كلفنا إلى حد الآن ما لا يقل عن 7 ملايين سنتيم". وذكر السيد دحمان المعروف في الحي بحرصه الشديد على النظافة، أن حي الكاليتوس بحاجة إلى عناية كبيرة من مصالح البلدية، ويحتاج بشكل خاص إلى تدعيمه بمرافق في شتى المجالات، على غرار الرياضة والترفيه وتسوية الطرقات وإصلاح قنوات مياه الشرب وغيرها من الأمور التي يتطلع إليها المواطن. وستتبع عملية تجديد الشرفات عملية أخرى تتمثل في إعادة سطوح العمارات التي تضررت كثيرا جراء تساقط الأمطار التي تتسرب إلى البيوت، إلا أن رئيس الجمعية السيد عميروش اسماعيل أكد أن هذه العملية لن تمس العمارات التي شيدت فوق سطوحها مساكن فوضوية، مضيفا أنه سيترك أمر التكفل بهذه الحالات إلى مصالح البلدية التي ترجع لها مسؤولية إزالة البناءات الفوضوية. ولا تعد تهيئة الحي المهمة الوحيدة التي تكفلت بها "جمعية النزاهة" منذ نشأتها في 2012، حيث سعت أيضا إلى مساعدة الشباب العاطل عن العمل من خلال التنسيق مع بلدية بوروبة التي استطاعت أن توظف البعض من هؤلاء الشباب الذي أصبح يشكل ضغطا كبيرا على أعضاء الجمعية الذين يحاولون استغلال معارفهم الشخصية للحد من متاعب البطالين الذين يساعدون من حين إلى آخر الجمعية في حملات تطوعية لتنظيف الحي. ومثلما تقوم به كثير من الجمعيات في الأحياء الشعبية الأخرى، فإن "جمعية النزاهة" لا تتأخر عند حلول كل شهر رمضان عن توزيع المساعدات للمعوزين، وقد استحسن المواطنون بالحي هذا الإجراء الذي يحث عليه ديننا الحنيف. ولا تزال الجمعية تنتظر وعود مسؤولي بلدية بوروبة، كي تستجيب لمطالب سكان الحي في عدة مجالات، كإنجاز مرافق رياضية مثل قاعات للفنون القتالية وملاعب جوارية للرياضات الجماعية مثل كرة السلة والكرة الطائرة وكرة القدم، خاصة أن حي الكاليتوس يشتكي من انعدام النشاط الرياضي، وهو الذي تخرّج منه في السابق لاعبون كبار في كرة القدم حملوا ألوان أندية جزائرية مشهورة كاتحاد الحراش ونصر حسين داي وشباب بلوزداد، فضلا عن أن الكثير من أبنائه عرفوا نجاحا كبيرا في دراساتهم وتبوأوا مناصب عليا في الإدارات العمومية والخاصة وعملوا في المسرح والصحافة والسينما. كما يشتهر حي الكاليتوس، بشهادة سكان الأحياء المجاورة، بحسن أخلاق أبنائه ولا يزال إلى حد اليوم يحمل تسمية "سويسرا" بوروبة وباش جراح، نظرا للهدوء والسكينة اللذين يميزان سكانه الأصليين الذين تركوا بذرة طيبة بعد رحيلهم منه. وعبر رئيس جمعية النزاهة عن أمله في أن توفر بلدية بوروبة لجمعيته مقرا يسمح لها بتنظيم وتوسيع نشاطها على مستوى الحي.