يكرّم المسرح الوطني الجزائري "محيي الدين بشطارزي" غدا، الممثل الجزائري أرزقي رابح المعروف باسم أبوجمال، بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمسرح، وذلك نظير مسيرته الفنية التي سطّرها على الخشبة أو على الشاشة الفضية، وكسب خلالها حب الجمهور وتقديره. ضبطت إدارة المسرح الوطني الجزائري برنامجا احتفاليا بمناسبة اليوم العالمي للمسرح 27 مارس، حيث سيُستهل بعرض مسرحية "نساء المدينة" للمخرجة شاهيناز نغواش، المقتبسة عن نص للكاتب العالمي شكسبير "زوجات وندسور المرحات"، ثم تتم قراءة الرسالة العالمية للمسرح 2015 التي حرّرها المسرحي البولندي كريستوف ورليكوفسكي. وحسب مسؤول البرمجة بالمسرح الوطني عبد المجيد زايد، ستُرفع كلمة تقديرية في حقّ الفنان "أبوجمال" بعد نهاية العرض وقراءة رسالة اليوم العالمي للمسرح، وذلك وسط حضور إعلامي وفني مكثف، وهي وجوه معروفة تمثّل مختلف الأجيال الماضية والصاعدة. وأبوجمال ممثل كوميدي وفنان مسرحي، قدّم الكثير للمسرح الجزائري. له عدة أعمال وأفلام منها ‘'الطاكسي المخفي''، ‘'حسان الطاكسي'' و''الغولة''، وهو من مواليد 24 ماي 1938 بالقصبة، من أبوين ينحدران من قرية آيت عبد المومن. أظهر الفنان منذ صغره حبا للمسرح؛ ما دفعه للالتحاق بفرقة مسرحية رفقة المرحوم رويشد ونورية وكلثوم سنة 1950، حيث لعب عدة أدوار مسرحية رفقة المرحوم محمد التوري قبل أن يشتغل بالإذاعة (1956). وبخصوص مسرحية "نساء المدينة"، فهو عمل مقدّم باللهجة الجزائرية العامية، لجعله يتلاءم مع البيئة الجزائرية والثقافة المحلية، وذلك في قالب فكاهي، لا يخلو من التراجيديا التي تميّز العلاقات الإنسانية، والتي جسّدها شكسبير في مسرحياته ضمن ما يُعرف بالملهاة. وتدور أحداث المسرحية حول حكاية فارس مخادع يقوم بإرسال رسالة حب لامرأة متزوجة تدعى أليس، كما يقوم في نفس الوقت بإرسال رسالة أخرى لسيدة متزوجة تدعى بيدج؛ طمعا في أموال كل منهما، حيث يغيّر الاسم فقط، وتكتشف المرأتان محاولة الخداع بحكم صداقتهما القوية، فتقومان بتدبير خطة مناسبة للإيقاع به. وحملت كلمة اليوم العالمي للمسرح لهذه السنة، أفكارا عميقة تحث على إبداع عوالم ترتكز على الجدل مع المتفرجين أو تستند إليه، كما تركز على الانفعالات التي تموج تحت السطح، والحق أنه لا شيء يضاهي المسرح في قدرته على الكشف عن العواطف الخفية، وتثبيط عملية استنساخ التقاليد والكف عن إعادة إنتاج القوالب أو الصيغ الجامدة المبتذلة. وأشار إلى أنّ العالم يحيى وجها لوجه مع الجرائم والصراعات التي تندلع يوميا في أماكن جديدة بأسرع مما يمكن أن تنقله لنا وسائل الإعلام المنتشرة في كل مكان، ثم لا تلبث هذه الحرائق أن تغدو مملة وتختفي من الأخبار إلى غير عودة، وقال: "نحن نشعر بالعجز والرعب والحصار"، و«لم نعد قادرين على تشييد الأبراج والجدران التي نثابر على تشييدها بعناد، لم تعد قادرة على حمايتنا من أي شيء"؛ ولهذا السبب تحديدا يجب أن يوجد المسرح، وأن يستمد قوّته من مغالبته؛ أي من استراق النظر داخل كل المناطق المحرمة. ودعا إلى أن يكون المسرح قائما على الحقيقة، يجد غايته فيما يستعصي على الشرح والتفسير.