عرف الوضع العسكري في اليمن خلال الساعات الأخيرة، تسارعا في الأحداث، جعلت السلطات الرسمية تطالب بتدخل عسكري عربي عاجل، لوقف زحف الحوثيين على مدينة عدن. وأكدت هذه التطورات أن عبد المالك الحوثي متزعم حركة أنصار الله الشيعية، مصرّ على خياره العسكري للإطاحة بنظام الرئيس عبد ربه منصور هادي، حتى بعد فراره إلى مدينة عدن التي جعلها عاصمة لإدارة الشأن العام اليمني. وقال رياض ياسين وزير الخارجية اليمني، إن بلاده ستطالب القادة العرب خلال القمة المنتظر عقدها السبت القادم في منتجع شرم الشيخ، بتدخّل "عربي عاجل". وسارت الأوضاع في هذا البلد الممزق بحرب أهلية منذ شهر سبتمبر الماضي، إلى درجة جعلت الأخبار تتضارب حول حقيقة ما يجري، بعد أن أكدت عدة مصادر على فرار الرئيس منصور هادي بعد قصف القصر الرئاسي في عدن، في وقت اعتقل الحوثيون وزير دفاعه وقادة عدة فرق عسكرية موالية له. وهو ما أكدته حركة أنصار الله الشيعية، التي أشارت إلى أن الجنرال محمد الصبيحي أُلقي عليه القبض بمدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج على مقربة من مدينة عدن، وقد تم نقله إلى العاصمة صنعاء. كما اعتُقل فيصل رجب قائد اللواء 119 الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي، وكذا قائد الفرقة 133 الذي أبقى على ولائه لهذا الأخير، الذي بقي مصيره مجهولا إلى غاية مساء أمس. ففي وقت أكد مصدر أمني يمني أن الرئيس منصور موجود في مكان آمن، أكدت مصادر أخرى أنه فر إلى الخارج بعد أن أقدمت طائرة حربية على قصف القصر الرئاسي بمدينة عدن بثلاثة صواريخ، أكدت النية المبيَّتة للحوثيين في التخلص منه. وأمام هذه التطورات اضطرت السلطات اليمنية لإغلاق مطار عدن الدولي أمام الملاحة الجوية بسبب الانزلاق العسكري الذي تعرفه هذه المدينة، في ظل الزحف العسكري للحوثيين على عدن بعد أن لم يجدوا أية مقاومة في طريق هجومهم؛ مما سرّع عملية وصولهم إليها انطلاقا من مدينة تعز التي بسطوا سيطرتهم عليها قبل أسبوع. ويبدو في ظل المعطيات الميدانية، أن الوضع خرج عن نطاق التحكم بعد أن تمكن الحوثيون من بسط سيطرتهم على قاعدة العناد الجوية إحدى أكبر القواعد العسكرية على مشارف مدينة عدن، أياما فقد بعد انسحاب القوات الأمريكية، التي كانت متمركزة بها على خلفية التصعيد العسكري الذي يشهده هذا البلد. وسارت التطورات العسكرية في غير صالح الرئيس اليمني، الذي وجد نفسه مرغما على مطالبة مجلس الأمن الدولي مرة أخرى، بإصدار قرار أممي أكثر صرامة ضد الحوثيين، الذين لم يزدهم قرار أممي أول إلا إصرارا على تحدي المجموعة الدولية. ويبدو أن تحرك القوى الكبرى لن يكون إلا بعد أن يبسط الحوثيون سيطرتهم على مضيق باب المندب على البحر الأحمر؛ أحد أهم شرايين الملاحة البحرية العالمية. وأكدت مصادر عسكرية يمنية أن قوات الحوثيين المدعومة بقوات موالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بلغت ميناء موشا ضمن خطوة ستجعل الطريق ممهدا للسيطرة على باب المندب. وطالب الرئيس اليمني كل الدول الراغبة في تقديم دعم فوري للسلطات الشرعية، بالإسراع في ذلك لحماية اليمن ووقف عدوان الحوثيين. وكانت الإشارة واضحة إلى الدول الخليجية التي رعت اتفاق المصالحة اليمنية، ولكنها فشلت في مواصلة تطبيقها. وعقدت هذه الدول بمبادرة من العربية السعودية، اجتماعا طارئا لمجلس الشؤون السياسية والأمنية، لبحث تسارع تطورات الوضع في اليمن. وكشفت مصادر سعودية أن وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، تفقّد القوات السعودية في منطقة جيزان على الحدود اليمنية، ضمن زيارة تتم على خلفية تسارع الأحداث التي عرفتها الجارة الجنوبية.