دخل المشهد الامني في اليمن في انسداد "تام" في اعقاب موجة عنف "غير مسبوقة" حصدت عشرات الارواح و ادخلت المساعي السياسية في نفق مظلم فيما جدد مجلس الأمن الدولي دعمه للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي و للانتقال السياسي الذي تمخضت عنها المبادرة الخليجية. وتعهد الرئيس عبدربه منصور هادي بمواصلة العمل على "لم شمل اليمنيين ومواجهة انقلاب الحوثيين لتجنيب البلاد ويلات الحرب والاقتتال على خلفية التفجيرين الدمويين اللذين استهدفا مسجدي بدر والحشوش" في صنعاء الجمعة الماضية. وأعلن الحوثيون منذ يومين التعبئة العامة في اليمن غداة تفجيرات استهدفت مساجد يرتادها أنصارهم في العاصمة صنعاء أوقعت 143 قتيلا. سيطرة حوثية على تعز و اقتراب معركة عدن سيطر الحوثيون مع قوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على مطار تعز الدولي في منطقة الحوبان في مدينة تعز شمال مدينة عدنجنوب اليمن بينما أعلنت الولاياتالمتحدة انها اجلت كل افراد طاقم سفارتها الذين كانوا لا يزالون متواجدين في اليمن لاسباب امنية. وتعد تعز هي من اكبر مدن اليمن بوابة عدن التي لجأ اليها الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف به دوليا بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء ما يعزز مخاوف من انتقال القتال الى مشارف المدينةالجنوبية التي باتت عاصمة موقتة للبلاد. وانتشر نحو 300 مسلح حوثي بثياب عسكرية مع جنود في حرم مطار تعز فيما قامت مروحيات بنقل تعزيزات عسكرية من صنعاء الواقعة /250 كلم/ شمالا، حسب مصادر ملاحية. وأفاد مصدر عسكري ان هؤلاء الجنود "موالون للرئيس علي صالح /الذي ما زال يتمتع بتأثير كبير في المؤسسة العسكرية منذ ثلاث سنوات من تنحيه عن السلطة والمتحالف حاليا مع الحوثيين/". وسير المسلحون الحوثيون دوريات في بعض احياء تعز كما اقاموا نقاط تفتيش في منطقتي "نقيل الابل" و"الراهدة" الواقعتين على بعد 30 و80 كلم تباعا جنوب تعز بحسب مصادر قبلية. ويأتي ذلك بعد التصعيد الدامي في عدن التي شهدت الخميس الماضي مواجهات بين قوات موالية للحوثيين واخرى للرئيس هادي في محيط المطار اسفرت عن مقتل 13 شخصا وانتهت بفرض القوات الموالية للرئيس سيطرتها وبعد الهجمات التي استهدفت مساجد في صنعاء وصعدة (شمال) واسفرت عن نحو 142 قتيلا. وإزاء تقدم الحوثيين باتجاه عدن قامت القوات اليمنية الموالية للرئيس هادي مع عناصر "اللجان الشعبية" المؤيدة له بالانتشار حول عدن. وذكر مصدر عسكري ان هذه القوات شكلت حزاما امنيا حول المدينةالجنوبية "معززة" بنحو 40 دبابة في شمال وغرب عدن. إلى ذلك، قتل شخص وأصيب 10 آخرين جراء اعتداء تعرضت له مسيرة مناهضة لجماعة ''انصار الله" أمس في تعز. كما لقي 20 شخصا مصرعهم اليوم الإثنين في مواجهات عنيفة بين الحوثيين ورجال قبائل في عدة مناطق بمحافظة "البيضاء" شرق صنعاء وما تزال جارية في "الأجردي" و"الغول" و"آل حميقان" بمديرية الزاهر, ويستخدم فيها الجانبان مختلف الأسلحة. مجلس الامن يجدد دعمه لهادي و الى الانتقال السياسي في اليمن و في أعقاب تسارع الاحداث الامنية و السياسية في اليمن جدد مجلس الأمن الدولي دعمه للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي "رئيسا شرعيا" للبلاد وكذا عملية الانتقال السياسي التي تمخضت عنها مبادرة مجلس التعاون الخليجي وذلك في ختام اجتماع طارئ حول اليمن على خلفية هجمات دموية استهدفت البلد يومي الجمعة و السبت الماضيين. وأطلع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر المجلس على الوضع عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من العاصمة القطرية الدوحة حيث يتوسط في محادثات بين أطراف الصراع على السلطة. وجاء فى بيان مجلس الامن الدولي إن المجلس "يدعم شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ويدعو كافة الأطراف والدول الأعضاء إلى الامتناع عن أي عمل يضر بوحدة وسيادة واستقلال وسلامة أراضي اليمن وشرعية الرئيس اليمني". وقال بن عمر إن "حوادث الأسابيع والأيام الأخيرة يبدو أنها تبعد اليمن عن التسوية السلمية وتقربها من حافة الحرب الأهلية" مشيرا الى ان هناك شعور سائد بين اليمنيين بأن الوضع يتجه إلى دوامة عنف سريعا. وحذر من أن مواصلة الأعمال العدائية "ستقود البلاد إلى سيناريو عراقي أو ليبي أو سوري". وتأتي هذه التطورات فيما اعلن الرئيس اليمني مدينة عدن ثاني أكبر مدينة في البلاد عاصمة مؤقتة لليمن بعد ان استهدف الحوثيون مقره بقصف جوي حسب ما ذكر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه لليمن جمال بن عمر امس. واضطر الرئيس اليمني الى الفرار من القصر الجمهوري يوم الخميس الماضي بعد قصف جوي استهدف مقر اقامته في مدينة عدن. وفي أول خطاب له منذ احتلال الحوثيين العاصمة صنعاء اكد الرئيس اليمني اول امس رفضه كل إجراءات الحوثي الانقلابية وشدد على أن فرص الحوار في اليمن "لاتزال مفتوحة أمام جميع الأطراف اليمنية بمن فيهم الحوثيين وأن جميع القوى السياسية بمن فيهم الحوثيون مدعوون إلى الحوار والالتزام بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والذهاب إلى الحوار في الرياض".