أسدل مساء أمس الأحد الستار على الدورة التاسعة والعشرين للألعاب الاولمبية التي احتضنتها الصين في الفترة الممتدة من 8 إلى 24 من شهر أوت الجاري وذلك في حفل بهيج وكبير عرف حضور رئيس الوزراء البريطانى جوردون براون ورؤساء جمهوريات إيسلندة والدومينيكان ورئيس وزراء أستراليا وبلجيكا ولاتفيا وأيرلندا ومنغوليا وغيرهم. وبدأ الحفل الختامي بمشاركة 1048 راقصا وراقصة بتقديم مجموعه من اللوحات الفنية تعكس ملامح الحضارة الصينية القديمة كما تجسد الجهود التي بذلتها الصين لاستضافة وتنظيم هذه الدورة في ست من مدنها البالغ عددها الإجمالى 668 مدينة. وغلب على اللوحات الفنية اللون الفضي الذي يرمز في العقيدة الصينية إلى الآفاق الرحبة وهى دلالة على النجاح الكبير الذي حققته تلك الدورة، فضلا عن اللون الأصفر رمز الشمس الساطعة للمستقبل المنشود للبشرية بأسرها. وداخل حلبة الملعب يقوم مائتان من راكبي الدراجات بالدوران في استعراض بهلواني أكروباتي ومن دون ترتيب أبجدي لأسماء الدول أو الفائزين بالميداليات لحملة الأعلام للدول ال204 التي شاركت في هذه الدورة يتقدمها العلم اليونانى كالمعتاد باعتبار اليونان هي مهد الحركة الأولمبية. وقام رئيس اللجنة الدولية الأولمبية بتسليم الميداليات الثلاث للفائزين الثلاثة في سباق الماراطون باعتبار الماراطون هي الرياضة الأخيرة التي عادة ما تختتم بها الدورات الأولمبية. وأعلن جاك روج رئيس اللجنة الاوليمبية الدولية أسماء الأعضاء الأربعة الجدد الذين انضموا إلى اللجنة البالغ عدد أعضائها الأساسيين 15 عضوا. ووفقا للوائح يتم كل أربع سنوات اختيار أربعة أعضاء جدد ليحلوا محل أربعة أعضاء قدامى. والأعضاء الأربعة الجدد الذين أعلن عنهم جاك روج هم من كوريا الجنوبية (بطل تايكوندو) وروسيا الاتحادية (بطل سباحة) وألمانيا (بطلة سلاح) وكوبا (بطلة في الكرة الطائرة). وقدم الأعضاء الأربعة الجدد الذين انتخبوا للجنة الاولمبية الدولية، باقات الزهور ل12متطوعا لاولمبياد بكين في حفل اختتام الألعاب تم اختيارهم من بين مائة ألف متطوع يعملون في منشآت الألعاب، ولكنهم يمثلون أيضا نحو 6.1 مليون آخرين ساعدوا منظمي الألعاب في خدمات الأمن والنقل والمعلومات والإقامة. وقال ليو تشى رئيس اللجنة المنظمة للألعاب الاولمبية ال29 - في الكلمة التي ألقاها "بكين 2008 كانت أعظم إحتفال للتضامن وأعظم إحتفال للسلام وأعظم إحتفال للصداقة .. لقد إختفت فيها تماما أية فوارق للجنس أو اللون أو العقيدة وترسخت فيها الثقافة والقيم والروح الأولمبية .. آملا أن تسود العالم على الدوام". جاك روج يشيد بمستوى التنظيم وقد ألقى جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية كلمة قال فيها "أصدقائي الصينيين نصل اليوم إلى ختام الأولمبياد، طوال هذه الألعاب تعلم العالم الكثير عن الصين وتعلمت الصين الكثير عن العالم، أكثر من 11 ألف رياضي جاءوا من 204 دولة للمشاركة في هذه الدورة، نجوم جدد ولدوا خلال هذه الدورة ونجوم رسخوا نجاحاتهم وآخرون أخفقوا، لكننا شاركنا الجميع أفراحهم وأقراحهم". وأضاف روغ: "اليوم دعونا نتمنى الأفضل لجميع رياضيي العالم، كنتم نموذجا رائعا حقا، لقد نجحتم في أن تؤكدوا لنا قدرة الرياضة على توحيد الشعوب، إن الروح الأولمبية تغلبت على حرارة المنافسة بين الدول، آمل حقا في أن تحتفظوا بهذه الروح لدى عودتكم إلى بلادكم". الصين تحطم الرقم القياسي في عدد الميداليات وعرفت هذه الدورة فوز الصين باللقب بعد حصدها ل 100 ميدالية ،منها 51 ذهبية (الأكبر في التاريخ الأولمبي) متقدمة الولاياتالمتحدةالأمريكية برصيد 36 ميدالية ذهبية وروسيا صاحبة المرتبة الثالثة برصيد 23 ميدالية ذهبية. وعادت المرتبة لبريطانيا برصيد 19ميدالية ذهبية وهي نتيجة كبيرة لهذا البلد الذي لم يحقق مثل هذا الانجاز منذ أولمبياد 1912. وحلت ألمانيا في المرتبة الخامسة ب 16ميدالية ذهبية، متبوعة بأستراليا ب14ذهبية ثم كوريا الجنوبية برصيد 13 ذهبية وهي المرتبة التي كانت في الدورة الفارطة من نصيب فرنسا التي أنهت الألعاب في المرتبة العاشرة برصيد سبع ذهبيات.