أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى أن الجزائريين ليسوا بحاجة إلى استيراد نماذج دينية أو ثقافية جديدة، نظرا لصحة وأصالة مراجعهم الخاصة التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم العلماء الذين كانوا يدعون دوما لنشر التسامح، المحبة، التآخي والتبادل. وأكد الوزير مخاطبا إطارات قطاعه الذين يتابعون دورة تكوينية ببجاية أول أمس أن الوقاية من الوقوع في الانزلاق الديني أو التطرف، تستدعي الرجوع إلى المبادئ الأساسية للدين عن طريق إحياء هذه المراجع خاصة في بُعدها الوطني من خلال وضع الإيمان في خدمة الوطن. وذكر الوزير بالإصلاحات التي بادرت بها الوزارة من أجل بلوغ هذه الغاية خاصة من خلال دعم تكوين الأئمة وتشجيع قدوم مجموعات جديدة من حاملي الشهادات الجامعية من جهة وعن طريق تنظيم نشاط المساجد قصد تمكينها من أداء دورها المؤسساتي والروحي والاجتماعي الثقافي كاملا من جهة أخرى، مضيفا أن استحداث ”مسجد امتياز” في كل ولاية مثل حي على ذلك، مشيرا إلى أن هذه المساجد المزودة بالوسائل والمرافق الضرورية من قاعات الصلاة وقاعات التربية والمحاضرات وقاعات العرض مدعوة للإشعاع أكثر. وذكر الوزير في هذا الصدد بإنشاء مرصد لمكافحة التطرف الديني ووضع مع حلول شهر جوان القادم جهاز يتعلق بتنصيب هيئات للفتاوى الدينية، حيث أعلن بأن العملية تسير بخطى ثابتة وأنه تم الانتهاء من إعداد النص القانوني الخاص بها والموجود على طاولة النقاش على مستوى الوزارة. وأضاف السيد عيسى أنه تم تعيين الأئمة المكلفين بالفتاوى وعددهم 50 إماما عبر كافة ولايات الوطن، إلى جانب توفير المراجع الجامعية على أن تتم المصادقة على هذا المشروع في جويلية القادم. كما أكد أن إنشاء هذه الهيئة الوطنية المعززة بأكاديمية، من شأنها الاستجابة للحاجيات الروحية للجزائريين.