استقطب مهرجان التسوق العائلي الذي تجري فعالياته هذه الأيام بحديقة «صوفيا» بالعاصمة، اهتمام العائلات الباحثة عن الترفيه في المرافق العمومية الموجودة على قلتها، وقد أجمع جمهور المستجوبين من أرباب العائلات والنساء على أن المهرجان دافع رئيسي لدخول الحديقة بالنظر إلى السمعة السيئة التي اكتسبتها على مدار عدة سنوات . وعلى الرغم من صغر حجم الحديقة، فإن المشرفين على المهرجان زودوا الفضاء بكل ما يحتاجه ليرقى إلى مساحة للتسوق العائلي، حيث تم توزيع خيم اهتمت بالترويج لبعض السلع التي تباينت بين ألعاب الأطفال وألبسة نسائية، وأغطية وأفرشة وأوان منزلية، فيما خصصت بعض الأجنحة الأخرى لإبراز ما تزخر به الجزائر من صناعات تقليدية عكستها مختلف المشغولات اليدوية التي أبدع أصحابها في صناعتها، حيث تباينت بين الحلي التقليدية والأواني الفخارية. دعوة العائلات إلى التسوق في مثل هذه الفضاءات استلزم تزويد الحديقة بألعاب وجد فيها الأطفال متنفسا لهم، حيث تم نصب «الطوبوغون» وبعض السيارات المتحركة التي عرفت تدفق عدد كبير من الأطفال عليها، الأمر الذي رحبت به العائلات، وهو الهدف الذي ننشده، يقول السيد يمان، مدير مؤسسة المعارض المشرف على المهرجان، ويضيف: «بالتنسيق مع بلدية الجزائر الوسطى، اخترنا أن نقيم المهرجان في الحديقة لأن الحدائق عموما تعتبر الفضاء الأنسب الذي تختاره العائلات للراحة، وقد ارتأينا أن نضفي نوعا من التغيير عليها بإشراك حرفيين وناشطين تجاريين من حوالي 7 ولايات، لجعل المكان أكثر حيوية». موضحا بالقول «إنه ينتظر أن يتم تنظيم طبعة أخرى بحلول موسم الاصطياف». تبين ل''المساء'' عقب تجولها في الحديقة، أن زوارها أرباب أسر، شدهم الفضول إلى معرفة ما تحويه الحديقة، وفي دردشتنا مع سيدة كانت رفقة زوجها وأولادها حول فكرة إقامة المهرجان في الحديقة، قالت: «أستحسن كثيرا هذه الخطوة، وأعتقد أن اختيار حديقة «صوفيا» كان موفقا لأنني أقيم في العاصمة ولم يسبق لي أن دخلتها، بسبب السمعة السيئة التي اكتسبتها جراء تجمع المنحرفين فيها». وهو نفس الانطباع الذي لمسناه عند سيدة تزور الجزائر من ولاية تمنراست وقالت بأن العائلات عادة عندما تقرر زيارة مكان معين تميل إلى التبضع، أو على الأقل التجول بين المحلات لتفحص مختلف السلع، وهو في اعتقادي ما حققه هذا المهرجان، حيث خلق للأطفال مكانا خاصا للعب في جو هادئ وآمن، ومكن النساء من الاطلاع على بعض السلع التي يمكن أن تحتاجها، وأكثر من هذا تعلق: «ما أعجبني كثيرا هو إدراج الصناعة التقليدية فيه، مما جعلني أستمتع بالتجول في الحديقة عند الاطلاع عليها». وإذا لقيت فكرة تنظيم مهرجان التسوق في الحديقة ترحيبا من قبل بعض العائلات، فقد تبين لنا أن آخرين أعربوا عن انزعاجهم لانتهاك حرمة المكان، وهو ما حدثتنا عنه سيدة من سكان العاصمة، حيث قالت؛ «حقيقة إدراج بعض الألعاب الترفيهية للأطفال أمر جميل، خاصة أننا نفتقر للأماكن الترفيهية في العاصمة، لكن إقحام التجارة جعل الجانب التجاري يطغى على الجانب الترفيهي الذي خصص له حيز ضيق، وأقتصر على نصب لعبة «طوبوغون» واحدة تعرف زحمة كبيرة من قبل الأطفال من ناحية، ومن جهة أخرى، أعتقد أن سكان العاصمة يملكون عدة أماكن للتسوق، والأولى إبقاء الحديقة للراحة والاستجمام». من جهته، يرى كمال وهو رب عائلة، أن مهرجان التسوق غير النظرة الخاطئة للأسر إلى هذه الحديقة التي كان يصعب الدخول إليها، خاصة بالنسبة للنساء، غير أن التركيز على الجانب التجاري على حساب الحرفي، خلق نوعا من الفوضى، وجعلنا نشعر كأننا في سوق، ومنه فالباحث عن الهدوء يصعب عليه الاستجمام بالحديقة، وفي رأيي، مهرجانات التسوق ينبغي أن تنظم بعيدا عن الحدائق العمومية».