أكد، وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف، أن المراكز الجامعية الإستشفائية ال10 التي برمجت الدولة إنجازها في نواح مختلفة من الوطن، بمبادرة من رئيس الجمهورية، ستمكن من توفير إطار عصري يواكب التحولات العميقة التي عرفتها تكنولوجيات الطب وتسمح بترقية خدمات طبية عالية المستوى مع دفع وتيرة البحوث الطبية التي لم تبلغ بعد المستوى المنتظر. وذكر الوزير أن من أهم ميزات البرنامج المسطر في هذا المجال، توفير تكوين طبي قاعدي ومتخصص وفق أجود المعايير المعمول بها عالميا، بالإضافة إلى توفير شروط تنمية بحوث علمية تهتم بالخصوصيات الوبائية لمختلف مناطق الوطن. وأضاف الوزير خلال عرض خاص بقطاعه، قدمه أمس أمام لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتكوين المهني بالمجلس الشعبي الوطني، أن إنشاء هذه المراكز العصرية سيسمح كذلك بتوفير أمن صحي يُمَكن من جلب الكوادر لدفع الاستثمار والحركة التنموية مع تثبيت السكان في مختلف مناطق الوطن بما فيها مناطق الجنوب الكبير (بشار و ورقلة). ونفس الأمر يخص التأطير شبه الطبي والتمريض، يضيف الوزير، إذ يهدف المخطط الحالي إلى إنجاز 20 معهدا جديدا للتكوين شبه الطبي بسعة أحادية تساوي 400 مقعد بيداغوجي لتمكين كل ولايات الوطن من تغطية حاجياتها في هذا المجال الذي يسجل عجزا ملموسا، بالإضافة إلى الشبكة الهائلة من المرافق الصحية التي أنجزت في فترتي الثمانينات وبالخصوص في العشرية الماضية والتي سمحت برفع عدد المستشفيات إلى قرابة 300 مستشفى وعدد العيادات المتعددة الخدمات إلى ما يفوق 1500 عيادة، إضافة إلى أكثر من 7000 قاعة علاج. واستعرض الوزير بالمناسبة، البرنامج التنموي الحالي للقطاع، الذي يتضمن مشاريع عديدة، ذكر منها مشروع معهد للسرطان بوهران و15 مركزا لمكافحة السرطان عبر مختلف ربوع الوطن بما في ذلك بشار، أدرار، الأغواط، تيارت والوادي و 22 مستشفى متخصصا في الأمراض العقلية و14 مستشفى متخصصا في صحة الأم والطفل، 04 مستشفيات متخصصة في الحروق و03 مستشفيات متخصصة في جراحة القلب للطفل و24 مستشفى عاما بطاقة 240 سرير و22 مستشفى عاما بسعة 120 سرير. كما يتضمن البرنامج مشروع إنجاز 80 مستشفى عاما بسعة تتراوح من 60 إلى 100 سرير و10 مراكز إستشفائية جامعية، إثنين منها لفائدة الجنوب (بشار، ورقلة) كلها بسعة 500 سرير عدا المركز الاستشفائي الجامعي للجزائر الذي سيكون بسعة 700 سرير. وأوضح الوزير، أن إنجاز هذه المشاريع يرمي إلى تحسين التغطية الصحية وعصرنتها من خلال توفير خدمات إستشفائية متخصصة جوارية وتوفير خدمات جواريه في مجال مكافحة السرطان مع سد العجز المسجل في مجال العلاج بالأشعة، فضلا عن توسيع شبكة التكوين الطبي القاعدي والمتخصص والتكفل بالتخصصات المُهَمشة مثل جراحة القلب للأطفال وضمان شروط الراحة والسلامة لفائدة الأمهات والمواليد الجدد الذين سيبلغ عددهم مليون مولود جديد هذه السنة. كما تهدف كذلك هذه الانجازات إلى محو الفوارق الجغرافية في مجال التغطية الصحية وبالخصوص بمناطق الجنوب التي ستستفيد خلال السنة الجارية وعلى ضوء نتائج اللقاء الذي سينظم يومي 12 و13 أفريل بورقلة من مخطط خاص وكامل يشمل كل الجوانب المرتبطة بالخدمات الصحية والتكوين وتنظيم وسير المؤسسات والإستعجالات الطبية وفق خصوصيات المنطقة. واعتبارا للدور الحيوي للمواد الصيدلانية في مجال التكفل بصحة المواطنين، ونظرا لحجم الإختلالات وظاهرة الندرة المتكررة خاصة بالنسبة لأدوية معالجة السرطان واللقاحات الخاصة بالأطفال، يوضح عبد المالك بوضياف أمام اللجنة البرلمانية، أن الوزارة ركزت عملها على أخذ الإجراءات الكفيلة بالقضاء على ظاهرة الندرة من خلال حزمة من الإجراءات من بينها، تخصيص إعتمادات مالية خاصّة بالأدوية المستعملة في علاج السرطان وإعادة تنظيم شروط وكيفيات منح تراخيص استيراد الأدوية بالطريقة التي تضمن وفرة دائمة على مستوى الصيدليات، فضلا عن مراجعة الإجراءات التنظيمية في مجال تموين المستشفيات بالمواد الصيدلانية من طرف الصيدلية المركزية للمستشفيات واعتماد استراتجية تنظيمية جديدة لتوفير اللقاحات والأمصال بصفة مستمرة من طرف معهد باستور. ومن أجل ضمان سيولة مالية دائمة للصيدلية المركزية للمستشفيات ومعهد باستور كما يقول أعطت وزارة الصحة تعليمات صارمة للمؤسسات الصحية بالدفع الفوري والكلي لديون هذه المؤسسات التي بلغت 25 مليار دج، داعية إلى التركيز على الضبط الدقيق وفي الآجال المحددة لحاجيات المؤسسات الصحية من المواد الصيدلانية لضمان وفرة دائمة.