أصبحت الهواتف الذكية عالما قائما بذاته، استعمالاتها لا تقتصر على إجراء محادثات هاتفية، وإنما باتت وسيلة ترفيهية وتثقيفية أيضا فبفضل التطبيقات التي تقترحها المتاجر الإلكترونية، جعلت اختيارات الزبون مفتوحة على أكثر من عرض، لكن ما هي أكثر التطبيقات التي يحمّلها الجزائريون في هواتفهم الجوالة؟ سؤال طرحته "المساء" على بعض الباعة المختصين في أحدث الهواتف المزودة بتكنولوجياتها الجديدة. نجح عالم الهواتف الذكية في استقطاب ملايين المعجبين، وبات التنافس فيها قويا، بطرح أحدث الأنواع التي تحمل أحدث التكنولوجيات التي تتيح خدمات إضافية تتجاوز مفهوم الاتصالات الصوتية والرسائل القصيرة، لتقدم خدمات الولوج إلى شبكة الأنترنيت والخدمات الإضافية، كتطبيقات الخلوي مثل "الفايبر"، الفيديو، مشاهدة القنوات التلفزيونية، قراءة الصحف العالمية والمكالمات المرئية ك"السكايب"، وهي خدمات تقدمها شبكات الاتصالات المتقدمة "الجيل الثالث". ومنه بات المواطن بدوره يبحث يوميا عن أحدث التطبيقات لتحميلها والاستمتاع بها، وهو الحال عندنا، حيث بنتساير كل ما يخص تكنولوجيات الهواتف العالمية المطروحة. تعددت أنواع التطبيقات الخاصة بالهواتف الذكية، وأصبح من المستحيل كسب نوع من هذه الهواتف دون تحميل عدد من تلك التطبيقات، هذا ما أوضحه لنا مصطفى بائع ومصّلح للهواتف الذكية في أحد محلات سوق "بيلفور" في الحراش، وهو أشهر شارع لبيع أحدث أنواع الهواتف الذكية في العاصمة، مشيرا إلى أن تحميلها سهل، إلا أن بعض الفئات العمرية تجد صعوبة في ذلك، مما يدفعها أحيانا إلى التوجه نحو مصلحي الهواتف الذكية لطلب تلك الخدمة. تحولت عملية التحميل، حسبما اتضح لنا من خلال الجولة الاستطلاعية التي قمنا بها، إلى خدمة يسترزق منها البعض لكثرة الطلب عليها، وهو حال محل "سمارت بلال" الذي أكد لنا أن تحميل التطبيق خدمة يدفع ثمنها الزبون عند طلبها، بترك هاتفه في المحل لمدة معينة تتحدد حسب عدد التطبيقات التي يريد تحميلها، مشيرا إلى أن السعر تعكسه التطبيقات المنزلة على الهاتف. ويؤكد محدثنا أن 90 بالمائة من التطبيقات المحملة على هواتف الجزائريين مجانية، وتنحصر في تلك التي تقترحها الشركات العالمية على تطبيق "ابستور" وهي عبارة عن برامج إلكترونية توسع من إمكانات الهاتف وقدراته، وتتيح للمستخدم خدمات مختلفة بتحميل هذه التطبيقات من متاجر إلكترونية لشركات عالمية مصنعة للهواتف الذكية، مثل "أبل"، "سوني"، "نوكيا"، "بلاك بيري"، سامسونغ، وغيرها، لتبقى نسبة 10 بالمائة من التطبيقات غير المجانية يحملها رجال الأعمال الذين يملكون حسابا أجنبيا جاريا يستعملونه لدفع حق التحميل. ويرى المتحدث أن نسبة كبيرة من هذه التطبيقات ترتبط أساسا بوجود شبكة الأنترنيت لاستعمالها، مثل بعض القنوات العالمية ك«فرانس 24"، والأحوال الجوية، "جي بي اس"، الإذاعات الوطنية والأجنبية وبعض الألعاب الجماعية التي تلعب على مواقع التواصل الاجتماعي. أصبحت الهواتف الذكية توفر العديد من الخدمات التي تحاكي احتياجات المستخدم، والدليل على ذلك الأرقام الكبيرة التي تسجلها عمليات التحميل السنوية لمستخدمي الهواتف حول العالم، ومن ميزات تلك التطبيقات المنزلة على الهواتف، حسب المتحدث "أنها تختلف من فئة إلى أخرى، فالنساء يبحثن عن كل ما له علاقة بالطبخ أوتقنيات الماكياج أو تلك المرتبطة باللباس وغيرها، في حين يحمل الرجال المواقع الرياضية ومواقع الجرائد، لتبقى الكتب والألعاب والمصاحف وكذا تطبيقات الأدعية، الأذكار والقواميس تحمّل من الفئتين، وتختلف باختلاف المضمون. إلى جانب بعض التطبيقات الخاصة بكل صنف من رجال الأعمال أو التجار. فاليوم باتت كل شركة مهما كان نشاطها تطرح نوعا من هذه التطبيقات للسماح لزبائنها بالاطلاع على مختلف خدماتها واستعمال التطبيق فقط، مع توفير عناء التنقل إلى المؤسسة. مما جعل الهاتف، يؤكد محدثنا، يتحول من أداة للمكالمات الهاتفية إلى محفظة محمولة متعددة الاستعمالات، لافتا إلى أن استخدام المواطنين للهواتف المحمولة الذكية يتزايد، لتفتحهم على التكنولوجيات الحديثة وبحثهم عن أحدث أنواعها حتى يجد فيها مستخدموها ما يفيدهم من خدمات تساير حياتهم اليومية الاجتماعية أو العملية. للإشارة، أوضح بلال أن أشهر ما قام بتحميله المواطن الجزائري إلى حد الساعة؛ اللعبة الشهيرة "كاندي كراش" التي بات الكل يمضي فيها وقت فراغه، لتتحول في فترة قصيرة إلى نزعة الساعة والأغلبية مستهم عدواها، تأتي بعدها تنزيل مواقع الصحف على رأسها "فرانس 24" التي أخذت حصة الأسد وسط باقي الصحف الإلكترونية العالمية.