أدى الوزير الأول اليمني خالد بحاح، أمس، اليمين الدستورية كنائب للرئيس اليمني المتواجد في المهجر عبد ربه منصور هادي، في خطوة رحب بها مجلس التعاون الخليجي، ورفضها المتمردون الحوثيون الذين وصفوها بغير الشرعية.وجرت مراسيم أداء اليمين الدستورية بمقر السفارة اليمنية بالعاصمة السعودية الرياض التي تقود التحالف العربي ضد المتمردين الحوثيين ضمن عملية "عاصمة الحزم" التي دخلت أسبوعها الثالث. وسارعت دول مجلس التعاون الخليجي المشاركة في هذا التحالف إلى الترحيب بترقية بحاح، إلى منصب نائب الرئيس وقالت في بيان أصدرته أمس، أن تعيينه يشكل "خطوة هامة من اجل تعزيز جهود الرئيس من اجل إعادة الأمن والاستقرار في اليمن". وعلى نقيض ذلك رفض الحوثيون تعيين بحاح البالغ من العمر 49 عاما نائبا للرئيس، واعتبروا تصرفات الرئيس منصور هادي ب«غير الشرعية". وقال محمد عبد السلام، الناطق باسم جماعة "أنصار الله" التي يقودها عبد المالك الحوثي، إن حزبه "لا يعير أي اعتبار لما يصدر من هادي كون تصرفاته غير شرعية". وأضاف أن "أي شيء يتعلق بالشأن السياسي في البلد يجب أن يكون عبر حوار داخلي متوافق عليه بين القوى السياسية اليمنية". وكان الرئيس اليمني منصور هادي، أصدر أول أمس، قرارا من مقر إقامته بالرياض السعودية يقضي بتعيين رئيس الحكومة المستقيل خالد بحاح، نائبا له مع احتفاظه بمنصبه رئيسا للوزراء. وغادر الرئيس اليمني إلى الرياض من مدينة عدنجنوب البلاد أواخر شهر مارس الماضي، بعد تقدم المسلحين الحوثيين باتجاه هذه المدينة التي أعلنها عاصمة مؤقتة بعد فراره من العاصمة صنعاء شهر فيفري الماضي، التي وضع فيها رهن إقامة جبرية فرضها الحوثيون لمدة شهر كامل إثر استقالته في 22 جانفي الماضي، رفقة رئيس وزرائه خالد بحاح. هذا الأخير الذي حل بالعاصمة الرياض في الرابع من الشهر الجاري في إطار جولة في المنطقة للتشاور حول حلول قد تساهم في وقف الاقتتال الدائر في يمن أصبح مهددا بحرب أهلية مجهولة العواقب. وهو ما يطرح التساؤل حول الغاية من تعيين بحاح، نائبا للرئيس في وقت فشلت فيه كل المساعي السلمية لحمل الفرقاء اليمنيين على تسوية خلافاتهم عبر الحوار. وبالتزامن مع ذلك شن طيران التحالف العربي غارات جديدة استهدفت أمس، مواقع المتمردين الحوثيين في جنوب اليمن وخاصة بمدينة عدن التي يعيش سكانها على وقع كارثة إنسانية خطيرة في ظل افتقداهم لأدنى متطلبات الحياة خاصة الأغذية والأدوية وأدوات الإسعاف الطبي والجراحي. وتواصلت عمليات القصف عدة ساعات ضد حواجز ومواقع المتمردين الشيعة على مداخل مدينة عدن ثاني كبرى مدن البلاد خلفت في حصيلة أولية سقوط خمسة أشخاص من بينهم مدنيين اثنين وثلاث مسلحين من أنصار الرئيس هادي. وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت ليلة الأحد إلى الاثنين بين المسلحين الحوثيين وعناصر اللجان الشعبية الموالين للرئيس هادي دون أن ترد معلومات عن حصيلة ضحاياها. ومع استمرار الوضع المتفاقم في اليمن أطلق مصدر مسؤول بمؤسسة الكهرباء في اليمن تحذيرات من أن محطات توليد الطاقة في البلاد ستتوقف نهائيا عن العمل خلال الأيام القادمة بسبب عدم توفر المشتقات النفطية لتشغيل محطات توليد الطاقة المغذية للمحافظات. ودعا المسؤول الذي وصف الوضع الحالي باليمن بالكارثي الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية الدولية بسرعة توفير الوقود لاستمرار عمل المحطات وإلا فإنها ستتوقف عن العمل مما سيترتب عليه مشاكل كبيرة خاصة عدم استطاعة توفير المياه للمواطنين وتوقف المستشفيات عن العمل.