اختارت "المساء" هذه المرة أن تكون قرية زيطوط، التي تعبد بكيلومترات قليلة إلى الجهة الشرقية من بلدية حمام الضلعة بالمسيلة، وجهتها قصد الوقوف على الجانب التنموي بها، حيث اقتربنا أكثر من سكان القرية الذين أجمعوا على أن متاعبهم بلغت حدا لا يطاق، في ظل غياب أبسط ضروريات العيش الكريم، منها الطرق، السكن، البطالة ومرافق تكون متنفسا لأبنائهم. كل هذه النقائص رسمت لوحة عنوانها معاناة قرية زيطوط. استغل العديد من سكان القرية فرصة الحديث عن حصة السكن الريفي التي تبقى، حسبهم، غير كافية وبقيت معها المشكلة تراوح مكانها، بل تتفاقم من عام لآخر، حيث أكد رئيس جمعية الحي حمادي عبد القادر على أن القرية استفادت من 08 سكنات منذ عام 2013، في حين تعرف الطلبات تزايدا. وبالرغم من سياسة الدولة الرامية إلى القضاء على السكن الهش، إلا أن القرية تحصي العديد من هذه السكنات التي تميزها عن القرى الأخرى التابعة لبلدية حمام الضلعة. أكد لنا رئيس جمعية الحي حمادي عبد القادر، في معرض حديثه أن زيطوط تواجه مشاكل عديدة، رغم الشكاوى التي لم تنقطع يوما على أمل أن تنال القرية نصيبها من التنمية المحلية، إلا أن حلم السكان بدأ يتلاشى، فمشكل السكن الريفي بقي مطروحا منذ زمن، كون الحصة التي تمنحها البلدية غير كافية، في حين يبقى الطلب في تزايد. وفي هذا الصدد جدد قاطنو القرية مطلبهم الرامي إلى تزويدهم بغاز المدينة لوضع حد لمتاعبهم التي عمرت سنوات مع رحلة البحث عن قارورات غاز البوتان، التي يزداد الطلب عليها أكثر في فصل الشتاء بالنظر إلى برودة المنطقة المتاخمة لجبال الرفراف، حيث تلقوا وعودا بقيت حبيسة الأدراج ولم يفرج عن مشروع استفادة قريتهم من هذه المادة الحيوية، مناشدين السلطات المحلية والولائية، وعلى رأسها والي الولاية، بضرورة التدخل لربط مساكنهم بالغاز الطبيعي. من جهة أخرى، ثمن السكان المشروع الذي عرف النور مؤخرا والذي راهن عليه سكان القرية لإخراجهم من العزلة التي يعيشونها منذ سنوات، حيث يتحول الطريق الوحيد الذي يربطهم بالعالم الخارجي إلى ما يشبه الأودية والبرك المائية يصعب السير عليه، إلا أن مشروع تعبيده أراح الكثير من السكان. وبالرغم من النقائص المسجلة في القرية إلا أنهم يأملون في التفاتة تنموية جادة من شأنها أن تنسيهم الحياة الصعبة التي عاشوها لسنوات طويلة.