تزخر الجزائر بمواقع حموية عديدة تتوزع بمختلف ولايات الوطن الداخلية منها والساحلية وأصبحت هذه الأماكن بفعل أهميتها الاستشفائية والاستجمامية تستقطب اهتمام السكان المحليين والمغتربين والأجانب على حد سواء. ويؤكد العديد من السكان المقيمين بالقرب من هذه المواقع أن الحمامات المعدنية في الجزائر تبقى تحتل مكانة هامة لدى الخاص والعام وهذا بالنظر لما تشهده من تدفق عليها طوال فترات السنة، كما أنها تحتل المكانة الأولى في ترتيب اختيارات جل العائلات الجزائرية عندما يتعلق الأمر باختيار أماكن المصيف، ولم تتراجع حسبهم أهميتها وشهرتها لدى المصطافين الذين يجدون فيها مزيجا بين متعة الاستجمام والاستحمام والاستشفاء. وتتعدى شهرة الحمامات المعدنية في الجزائر حدود الوطن، فإلى جانب كونها مقصدا للعديد من العائلات الجزائرية هي كذلك مقصد لعدد من السياح الذين ألفوا زيارتها منذ عدة سنوات بهدف الوقوف على ما تمثله في الحياة اليومية للمواطن والاستفادة منها خاصة وأنها تتوفر على مزايا طبيعية هائلة تتعدى في الواقع حدود الاعتقادات المتداولة في الأوساط الشعبية والتي منها ارتباط البعض من هذه المواقع ببعض الأساطير والحكايات القديمة التي تروى هنا وهناك. ومن أشهر هذه الحمامات على المستوى الوطني التي تستقطب أكبر عدد ممكن من الزوار والمصطافين حمام ملوان بولاية البليدة غير البعيد عن العاصمة الجزائر وحمام ريغة بولاية عين الدفلى وحمام الضلعة بولاية المسيلة وبوغرارة بولاية تلمسان وبوحنيفة بولاية معسكر وحمام الصالحين بولاية خنشلة وبوحجر بولاية عين تيموشنت. وترتبط الأسباب التي تدفع بالمواطنين الى اختيار حمام دون آخر بالأهمية العلاجية التي يحملها، فمن الناس من يقصدها للعلاج والتداوي من الأمراض المستعصية والأمراض المزمنة والمعدية، ومنها من يقصدها للتبرك بها عملا بما تحمله بعض الروايات المحلية من معتقدات والتي مفادها أن هذه المياه أو تلك تفيد في ابعاد الأرواح الشريرة والوساوس. من جانب آخر تشهد الحمامات في الفترات التي تعرف تدفقا واسعا للمواطنين انتعاشا للحركة التجارية وهو مايطرح مساهمة هذه الأماكن في توفير فرص عمل موسمي. وينتقد بعض السكان المحليين في هذا الجانب عدم تكفل واهتمام الجهات المعنية منها مصالح البلدية والسياحة بتثمين هذه الفضاءات التي يفترض أن تتحول الى منتوج سياحي هام من شأنه توفير مناصب عمل دائمة وإحداث نشاطات تجارية رسمية من شأنها تدعيم التنمية المحلية.