ترحم رئيس جمهورية كوبا، راوول كاسترو، أمس، بمقام الشهيد (الجزائر العاصمة)، على أرواح شهداء الثورة التحريرية. وكان الرئيس الكوبي مرفوقا برئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، ووزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف. وبعد أن استعرض تشكيلة من الحرس الجمهوري أدت له التحيّة الشرفية، وضع الرئيس الكوبي، إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري ووقف دقيقة صمت ترحما على أرواح شهداء الثورة التحريرية. وكان الرئيس الكوبي، قد حل في وقت سابق من نهار أمس بالجزائر، في زيارة دولة تدوم ثلاثة أيام بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وكان في استقباله لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، والوزير الأول عبد المالك سلال، ونائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، ووزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة. وكانت رئاسة الجمهورية قد أوضحت في بيان لها أنه "بالإضافة إلى التعليمات التي ستنبثق عن الزيارة بالنسبة لكلتا الحكومتين، فيما يخص العلاقات بين البلدين، فإن المحادثات بين الرئيسين بوتفليقة وكاسترو ستسمح بتبادل وجهات النظر حول الوضع السائد على الساحة الدولية لا سيما في إفريقيا والعالم العربي وأمريكا". وقد كشف نائب الوزير الكوبي المكلف بالتجارة الخارجية والاستثمار الأجنبي، السيد أنطونيو كاريكارت كورونا، أمس، بالجزائر العاصمة، عن توسيع الشراكة بين الجزائروكوبا إلى الميدان البيوتكنولوجي خلال السنوات القادمة. وأكد الوزير الكوبي خلال استقباله من طرف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، السيد عبد المالك بوضياف، أن التعاون الجزائري -الكوبي "يشمل عدة مجالات صحية لاسيما ميادين طب وجراحة العيون وطب الأورام وصحة الأم والطفل"، مشيرا إلى أن الطرفين اتفقا على توسيع تعاونهما إلى مجال الصناعة الصيدلانية خاصة البيوتكنولوجية منها. وأوضح بأن التبادل التجاري في المجال الصيدلاني "لم يبلغ بعد المستوى المطلوب ولكن سيتم تدعيمه خلال السنوات القليلة القادمة"، معلنا في هذا الصدد عن مشاركة كوبا بالصالون الجزائري للمواد الصيدلانية بمعدات طبية والبيوتكنولوجيا الذي سينظم خلال شهر ماي الجاري. يذكر أن اللجنة المشتركة الجزائرية الكوبية التي يحصد فيها القطاع الصحي حصة الأسد يترأسها عن الجانب الجزائري وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، وعن الجانب الكوبي الوزير المكلف بالتجارة الخارجية والاستثمار الأجنبي، وقد عقدت دورتها ال19 في شهر ديسمبر 2014 بالعاصمة الكوبية هافانا. ومن المقرر أن تعقد الدورة ال20 بالجزائر العاصمة بداية 2016. ويشمل التعاون الثنائي في الميدان الصحي على الخصوص صحة الأم والطفل، حيث تتواجد فرق طبية متخصصة بعدة ولايات بالهضاب العليا والجنوب. أما الشق الثاني من هذا التعاون فيتعلق بتقديم خدمات في مجال مكافحة السرطان، حيث دعمت الفرق الطبية مركز ورقلة. وقد اتفق الطرفان خلال الدورة الأخيرة للجنة المشتركة على تدعيم بممارسين كوبيين مراكز مكافحة السرطان التي سيتم فتحها قبل نهاية سنة 2015، بكل من الأغواط وتلمسان وسيدي بلعباس. ويشمل الشق الثالث طب وجراحة العيون بالمستشفيات المتخصصة بكل من ورقلة والجلفة وبشار والوادي التي تؤطرها فرق طبية كوبية وتسيرها إطارات جزائرية. يذكر أن عدد الممارسين الكوبيين المتواجدين بالجزائر يصل إلى 900 ممارس بين أطباء وشبه طبيين، علما أن العلاقات بين البلدين تعود إلى سنة 1963، حيث تعتبر الفرق الطبية الكوبية أول فرق حلّت بالجزائر خلال السنوات الأولى للاستقلال.