لم تواكب المنظومة الصحية بولاية تيسمسيلت، الوتيرة التنموية بالعديد من دواوير البلديات، التي لا يزال خروجها النهائي من العزلة مرهونا بجدية هذا القطاع في تأهل هياكله الصحية المنتشرة هنا وهناك، والتي لا يزال بعضها خاويا على عروشه، وهو ما يدفع بالمواطنين إلى قطع مسافات إضافية والتنقل الى عواصم البلديات المجاورة لتلقي أبسط أنواع العلاج، والمفارقة الكبرى أن بعض قاعات العلاج في هذه الدواوير مؤطرة بالسلك شبه الطبي لكن الغياب الدائم للممرضين يحول دون استفادة المواطنين من خدماتهم، كما هو الحال مثلا في دوار أولاد امجاهد ببلدية المعاصم، الذي يزيد تعداد سكانه عن 1400 نسمة والذي استفاد من قاعة علاج مجهزة بجميع اللوازم وتم تعيين الممرض المكلف بتسييرها، ولكن حضور هذا الأخير يكاد يكون شكليا، كما أكد لنا المواطنون ذلك عند زيارتنا هذا الدوار في مناسبتين، في الوقت الذي تحرص فيه السلطات على ضرورة زيارة الطبيب لأي دوار مرة كل 15 يوما على الأقل، ويبقى المواطنون يتطلعون الى ضرورة استكمال حلقات التنمية، خاصة بعد الاستفادة من تعبيد الطريق، وهو ما يساعد على تسهيل المواصلات. المواطنون في هذا الدوار، لم يتنكروا لمجهودات الدولة وحرصها على تحسين الإطار العام لحياتهم، مستدلين على ذلك بالزيارات المتتالية لوالي الولاية، للوقوف على سير المشاريع التي سمحت بالتخلص كلية من مشكل مياه الشرب، إضافة الى استفادة الأغلبية الساحقة من سكنات ريفية غيرت وجه الدوار، وهو ما يشجع على الاستقرار.