يطالب سكان بلدية مسيردة الفواقة بتلمسان السلطات المحلية بضرورة توفير أماكن للراحة والترفيه التي لا تزال غائبة عن منطقتهم منذ سنوات، مناشدين إياها ضرورة الالتفات إليهم والاهتمام بانشغالاتهم، بالتعجيل بإنجاز مرافق رياضية وثقافية ومراكز للتسلية والترفيه. أبدى شباب البلدية تأسّفهم حيال الوضعية المزرية التي تشهدها منطقتهم، في ظل غياب أبسط المرافق الثقافية والرياضية التي تعد المتنفس الوحيد لشباب وأطفال البلدية، التي من شأنها أن ترفع عنهم الغبن وتفتح لهم المجال للتسلية والترفيه، مؤكدين أنّ غياب مثل هذه المرافق يدفع بالأطفال إلى اللعب في الطرقات والأرصفة، معرضين حياتهم لمخاطر حوادث المرور التي كثيرا ما تودي بحياتهم. وعبّر بعض السكان عن مدى استيائهم الشديد من المسؤولين القائمين على رأس البلدية لعدم إدراج بعض أحياء وقرى البلدية ضمن المشاريع الخاصة بإنجاز مرافق للعب والتسلية، بالرغم من وجود العديد من العقارات التي لم تتم الاستفادة منها لإنجاز مختلف المشاريع التي تفتقد إليها البلدية، وهو ما أثر على الحياة اليومية لمعظم العائلات وأبنائهم. من جهته، أوضح رئيس المجلس الشعبي لبلدية مسيردة ل»المساء» أنه تّم تخصيص مساحتين للعب بقريتي بوكانون وأربوز، بالإضافة إلى 4 ملاعب جوارية، إلى جانب إدراج مشروع لإنجاز مركب جواري بقرية أربوز يدخل في إطار البرنامج القطاعي المسجل، حيث يعرف هذا المشروع تأخرا في عملية الانجاز، مشيرا إلى تهيئة قاعتين متعددتي الخدمات ومكتبة بلدية دخلت حيز الاستغلال. وفيما يتعلق بمجال السكن، أكد المتحدث أن البلدية منحت منذ سنة 2007 أكثر من 630 رخصة بناء، فضلا عن استفادتها من حصة الأسد فيما يخص السكن الريفي في نفس الفترة، حيث خصصت 540 إعانة مالية تم توزيعها على مستحقيها، على عكس السكن الاجتماعي الذي تبقى حصصه المنجزة حسبه - ضئيلة إذ استفادت البلدية منذ سنة 1985 من حصة 30 وحدة سكنية اجتماعية فقط بقرية أربوز وهي مستغلة حاليا، في حين أن البلدية بحاجة إلى 50 وحدة سكنية اجتماعية إلى جانب 54 وحدة سكنية بصيغة التساهمي، منها 30 وحدة سكنية تساهمية منجزة ومستغلة من قبل أصحابها و24 وحدة سكنية أخرى جماعية بقرية بوكانون من المنتظر أن تنطلق بها الأشغال. أما بخصوص السكنات التطورية، فقد تم حسب المسؤول التنفيذي إنجاز 10 سكنات بقرية الصبابنة، كما تم إعداد وإشهار أزيد من 1150 شهادة حيازة، في وقت استفادت فيه بلدية مسردة الفواقة من عدة مشارييع في إطار التجديد الرييفي، ترمي إلى فك العزلة وتحسين الإطار المعيشي لسكانها، حيث تتمثل ههذه العمليات الإنمائية التي تشرف على تجسيدها محافظة الغابات، بالتنسيق مع مديرية المصالح الفلاحية، في شق طريق على مسافة 28 كلم داخل الأراضي الفلاحية من أجل فك العزلة عن 20 مستثمرة فلاحية، وتسهيل عملية استصلاح الأراضي على مساحة إجمالية تقدر ب 323 ههكتارا وتثبيت أكثر من 60 فلاحا في أراضيهم، كما تضمنت هذه العملية تشجير حوالي 400 هكتار بالأشجار الغابية لحماية الأراضي من الانجراف بالمناطق الجبلية، مع مساعدة 58 مستفيدا من علمية غرس حوالي 110 ههكتارات بالأشجار المثمرة، إضافة إلى تجهيز الآبار لاستغلال مياهها في توسيع الأحواض المسقية على مساحة 159 ههكتارا، وترمي هذه المشارييع كلها حسب مصالح البلدية إلى تعبئة 4 ينابيع للمياه الصالحة للشرب مع تخصيص عدة نقاط مياه للماشية، فيما تدعمت شعبة تربية النحل مؤخرا بتوزيع خلايا على 30 مستفيدا. وموازاة مع ذلك، تستعد محافظة الغابات لإطلاق 323 مشروعا جواريا خاصا بالتنمية الريفية عبر مختلف بلديات وقرى ولاية تلمسان وذلك عما قريب، تخص عدة أشغال مثل حفر الآبار والبحث عن مصادر جديدة للمياه الصالحة للشرب وسقي الأراضي الزراعية ومدّ قنوات صرف المياه المستعملة وتصحيح مجاري السيول وتحسين العقار وتثبيت التربة بضفاف الأودية لمكافحة ظاهرة الانجراف، كما ستعمل هذه المشاريع التي تساهم في تحسين الظروف المعيشية لسكان الريف، على خلق أنشطة اقتصادية متنوعة مع تكثيف وتنويع الإنتاج الفلاحي لفائدة سكان المناطق المجاورة للغابات.