لا يزال سكان بلدية حسين داي ينتظرون تجسيد المجلس الشعبي البلدي لوعوده المتعلقة بتوفير فضاءات للأطفال وتهيئة الملاعب الجوارية القليلة المتواجدة ببعض الأحياء التي استفادت من مساحات هامة بعد عملية الترحيل التي مست القاطنين بالعمارات القديمة التي تم هدمها. وحسب السكان، فإن أبناءهم أصبحوا معرضين للخطر في أي لحظة نتيجة اللعب وممارسة كرة القدم بالأحياء التي تعبرها السيارات، بسبب تواجد طرق رئيسية بها، وذلك في غياب الملاعب الجوارية التي يلجأ إليها هؤلاء نهاية الأسبوع وفي العطل الرسمية. وذكر المشتكون أن بعض الأحياء تتوفر بها فضاءات فارغة منذ عملية إعادة الإسكان التي انطلقت السنة الماضية، غير أنها تحولت إلى أماكن لركن السيارات بصفة عشوائية، بينما تبقى العائلات في حيرة من أمرها كلما حلت فترة العطل، خاصة أن البلدية لا تتوفر على فضاءات للعب والترفيه باستثناء تلك المتواجدة بالقرب من الدائرة الإدارية لحسين داي، والتي أصبحت تستقبل أطفالا من كل الأعمار، منهم من يمارس كرة القدم بهذه الحديقة التي يلجأ إليها أيضا المسنون وبعض الأولياء الذين يرافقون أطفالهم الصغار. وفي هذا الصدد، ذكر بعض سكان حسين داي أن السلطات المحلية مطالبة بالتدخل لإعادة تهيئة بعض الفضاءات التي أصبحت غير صالحة، على غرار حديقة حي بروسات والملعب الجواري المتواجد بجوار مقر ديوان الترقية والتسيير العقاري بحي عميروش، الذي يمارس فيه أطفال الحي الرياضة، رغم تدهوره وزوال السياج الذي يحيط به في بعض الجهات، ما يشكل خطرا على رواده، مؤكدين أن بلديتهم تنقصها الملاعب الجوارية والحدائق ومساحات اللعب، رغم أنها بلدية ومقر دائرة في نفس الوقت. وفي سياق متصل، أشارت بعض العائلات ل"المساء" أنها تجد صعوبة كبيرة في اختيار الوجهة التي تقصدها للترفيه عن أبنائها، وأنها أصبحت مجبرة على التنقل إلى حديقة التجارب بالحامة للتنزه والراحة، وهو أمر مكلف ويتطلب مصاريف إضافية بالنسبة للعديد منهم، كما يفضل آخرون حديقة التسلية بقصر المعارض، في انتظار توفير النقل لمنتزه الصابلات الذي يعتبر أقرب مكان يرتاحون فيه. وفي الوقت الذي يرجع مسؤولو البلدية نقص مثل هذه المرافق الهامة إلى الأزمة الحادة في العقار، فإن بعض السكان أشاروا إلى تلك المساحات المسترجعة من عملية الترحيل التي لم تتضح بعد نوعية المشاريع التي ستنجز بها، حيث تحولت في الوقت الحالي إلى حظائر فوضوية للسيارات، بسبب مشكل النقص الفادح في أماكن الركن التي تحولت إلى هاجس بالنسبة لأصحاب المركبات. على صعيد آخر، أشار العديد من السكان إلى قلة النظافة التي تميز بعض الأحياء والشوارع الرئيسية، على غرار شارع بوجمعة مغني الذي يعبره الكثير من المواطنين القاطنين بحسين داي وخارجها، كون الطريق الذي يتوسط الشارع يؤدي إلى مستشفى نفيسة حمود وكذا محكمة حسين داي وغيرها من المؤسسات، على غرار رياض الأطفال، إذ تبقى النظافة نقطة سوداء ومصدر إزعاج بالنسبة للكثيرن، خاصة سكان شارع عمار حميتي الذين لا يجدون حاويات يرمون فيها نفاياتهم التي عادة ما ترمى فوق الرصيف مشكلة مظهرا مقرفا ومؤسفا بالقرب من المركز الصحي بوجمعة مغني وأمام مدخل روضة الأطفال "الأحباء". كما يلاحظ المار عبر شارع طرابلس النفايات المبعثرة على حواف الطريق الرئيسي. ويتساءل السكان في هذا الصدد عن دور السلطات المحلية التي لم تقم بتوفير حاويات بعدد كاف واكتفت بوضع تلك المحطمة، في الوقت الذي شدد والي العاصمة السيد عبد القادر زوخ على ضرورة السهر على تنظيف المحيط والقضاء على النقاط السوداء التي تشوه المظهر الجمالي للعاصمة.