عرف كتاب الشباب نوعا من التطور، إلا أنه "لا يزال ينتظر المزيد" سواء على مستوى المضمون أو الشكل، حسبما أكده ناشرون شاركوا في المهرجان الثقافي الدولي لأدب وكتاب الشباب، الذي تجري فعالياته من 21 إلى 29 أوت في فضاء رياض الفتح بالجزائر. وأوضحت السيدة حميدة زيوي مسؤولة جناح الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، أن " كتاب الشباب عرف بعض التطور خلال السنوات الأخيرة ويحقق نسبة مبيعات جيدة". مؤكدة على الجهود التي تبذلها الشركة في هذا المجال. مشيرة في هذا الصدد إلى مجموعة الشباب "أنيس" التي "عرفت بعض النجاح"، وكذا المجموعة الجديدة "طالع واستوعب" التي تنقل نصوصا عن المنشورات الفرنسية "دولا غراف" بعد شراء حقوق التأليف. وبالمقابل، أكد مدير دار النشر "المعرفة" السيد نبيل دعوعة، أن كتاب الشباب "لا يسجل حضورا كبيرا عندنا لأنه غير معروف كثيرا لدى الناشرين، الذين ركزوا اهتمامهم على كتاب الطفل". كما أوضح أن "هذا النوع من الكتاب يتميز بالخصوصية ويتطلب معالجة خاصة سواء من ناحية النص أو الصور والبيانات المرفقة أو التقنية". معربا عن أمله في أن ينظم القائمون على هذا المهرجان بالتعاون مع النقابة الوطنية لناشري الكتب دورات تكوينية موجهة إلىد الناشرين لتحسيسهم بأهمية هذا النوع من الكتب التي تخص فئة الشباب من 11 إلى 17 سنة، وذلك من أجل "دفعهم إلى الاهتمام به". أما مسؤولة منشورات "أبيك" وعضوة لجنة تنظيم المهرجان، السيدة سامية زنادي الشيخ، فاعتبرت أن كتاب الشباب مقتصر حتى الآن "على الأدب العالمي". وتابعت تقول أنه "منذ سنتين يقوم بعض الناشرين ببعض المحاولات لنشر كتب بعض المؤلفين الشباب ". مضيفة أنه للحد من هذه النقائص" ينبغي التعريف بكتاب الشباب واتخاذ بعض الإجراءات مثل إنشاء مدرسة للفنون المطبعية وتنظيم "إقامات إبداع" تسمح بتواصل المؤلفين والرسامين. كما ذكرت بأهداف هذا المهرجان. مشيرة إلى أهمية ورشات الكتابة والمطالعة والقصص والرسم التي تم تخصيصها بهذه المناسبة "بهدف التشجيع على الكتابة والمطالعة". ونوهت في هذا الإطار بالمسابقتين اللتين نظمتهما محافظة المهرجان، ألا وهما مسابقة أجمل كتاب للشباب وأفضل قصة قصيرة مخصصة للشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة، وتتمثل الجوائز المسلمة في مبلغ 40000 دج للناشرين بالنسبة للأولى ومبلغ يتراوح بين 250000 و100000 دج للكتاب الشباب بالنسبة للمسابقة الثانية. ومن جهته، اعتبر الكاتب حميد سكيف، مؤلف كتب الأطفال، أنه "ينبغي تضافر الجهود" واقترح تخصص دور النشر و"توسيع شبكة المكتبات المدرسية". مضيفا أنه "ينبغي أيضا عودة الكتاب إلى المدارس للتحدث عن الكتاب مع الأطفال وقراءة نصوص أمامهم وتجنيد الحكواتيين، بما في ذلك الحكواتيين التقليديين". وأكد السيد سكيف أنه "ينبغي أيضا عدم إغفال الأطفال المكفوفين واستقطاب اهتمام الناشرين، لإصدار كتب على طريقة البراي وأقراص مضغوطة سمعية". معربا عن أمله "في أن يكون هناك تحسين على مستوى النص والصور"، لجلب اهتمام الشباب نحو الكتاب وغرس حب المطالعة في نفوسهم. ومن جهته، اعترف السيد سعيد ديلمي، جامعي ومنتج ومنشط سابق لحصة ثقافية للقناة الثانية للإذاعة الوطنية بعنوان "الثقافات الشابة"، أن "كتاب الشباب منجز بشكل جيد على مستوى النص والصور والجانب الفني، إلا أن سعره يبقى باهظا". متأسفا في هذا الصدد لنقص المطالعة لدى الشباب.