أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام اللّه أول أمس بالجزائر العاصمة أنه سيتم قريبا فتح ثلاثة معاهد لتكوين المؤذنين لمدة سنة يتم انتقاؤهم من ضمن حفظة القرآن الكريم. وسيشرع في هذا التكوين كما أوضح السيد غلام الله في تصريح أدلى به عقب اللقاء التوجيهي الذي نظم لفائدة مؤذني المساجد بعد الإعلان عن القانون الأساسي للوظيف العمومي الخاص بالقطاع والذي منح "مكانة هامة" للمؤذن بصفته "المنظم والمسير الرئيسي والأساسي للمسجد". ويشترط من المؤذن الذي سيشارك في مسابقة التكوين أن يكون حافظا للقرآن الكريم ومتمكنا في علوم الشريعة وأصول الدين. ودعا الوزير المؤذنين الى "وجوب احترام مواقيت الصلاة" لا سيما خلال شهر رمضان الكريم خاصة مواقيت الافطار والامساك التي تحدد -كما قال- ضمن ضوابط وشروط فقهية وكذا من طرف خبراء في علوم الفلك والارصاد الجوي. وأشار في السياق الى أن مواقيت الامساك والافطار في شهر رمضان الكريم "تلتزم ايضا بالمواقع الجغرافية وتحدد من طرف مختصين وفق هذه المواقع وحركة الشمس والقمر". كما أبرز الوزير من ناحية أخرى أهمية "رعاية المساجد والحفاظ على نظافتها ونظامها" داعيا المؤذنين إلى الالتزام بضوابط الآذان من خلال عدم استعمال عدة مكبرات للصوت في آن واحد لا سيما أثناء آذان صلاة الصبح لتفادي "ازعاج الاطفال من الرضع والمرضى". ودعا المسلمين الى الاهتمام ب"الجانب التعبدي في الصيام وتفادي الاستهلاك وترشيد النفقات ومساعدة الفقراء والمعوزين وتلاوة وحفظ القرآن والتوجه الى صلوات التراويح". وأبرز أهمية "مراعاة الوحدة في الآذان لا سيما اثناء الامساك والافطار" وجعل المسجد فضاء ل"ترشيد المجتمع وترسيخ مبادئ المحبة والتآزر والتضامن ونبذ الضغينة والعنف". وبخصوص ليلة الشك اشار الوزير الى "وجود رزنامة شرعية وضعت من طرف علماء يتحكمون في التوقيت والحسابات الفلكية يستدعي الاعتماد عليها". ومن جهة أخرى أكد السيد غلام الله ان الجزائر هي "أرض الاسلام وليست دارا للجهاد" وكل من يدعولذلك -كما اوضح- "يكون قد أباح عرض ودماء المسلمين". وأوضح الوزير في تنديده بالاعتداءات الاجرامية التي وقعت مؤخرا في بعض مناطق الوطن ان "الجزائريين قد جاهدوا خلال السنوات الماضية الوجود الاستعماري والكفر لتحقيق الاستقلال الوطني وحماية الدين الاسلامي الحنيف" والذي يدعو للجهاد حاليا -كما أضاف- يعد "معتديا وآثما ومنحرفا ومجرما وفاسدا" وذلك حسب حكم الفقهاء.ودعا الوزير إلى ضرورة إصلاح ذات البين ومعالجة الاختلاف في إطار مبادئ المصالحة الوطنية.