كشف بوعبد الله غلام الله وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أمس، عن تعديلات جديدة سيتم إدخالها خلال بداية العام المقبل على المرسوم المتعلق بالمساجد، بما سيسهم في خلق مناصب جديدة، ويحسن من وضعية الأئمة، كما يثمن حفظ القرآن الكريم الذي ستصبح شهادته بمستوى شهادة الباكالوريا. أوضح وزير الشؤون الدينية والأوقاف لدى إشرافه على فعاليات الملتقى الوطني التقييمي لنشاط القطاع خلال السداسي الأول من سنة 2008 في كلمة ألقاها أمام مديري الإدارة المركزية ومديري الشؤون الدينية والأوقاف بالولايات ومديري المعاهد الإسلامية لتكوين الإطارات الدينية أن المساجد في بلادنا قد تأثرت بمستجدات فرضها التغيير والتطور وهو ما جعل مساجد اليوم تختلف كثيرا عن مساجد سنوات التسعينات، مضيفا أن هذه التغييرات تفرض إعادة صياغة المرسوم المتعلق بالمساجد، الذي دخل نظريا حيز التطبيق بالنسبة للموظفين داخل الإدارة بوزارة الشؤون الدينية، أما الجزء المتعلق بالمساجد والأئمة والذي يعنى بهذه التعديلات الجديدة فمازال ينتظر الموافقة من الجهات المعنية. ولعل أكثر ما يمكن ملاحظته على هذه التعديلات أنها تهدف إلى تحقيق عدة أهداف على رأسها تثمين حفظ القرآن الكريم، حيث أكد الوزير حول هذه النقطة أن الطلبة اللذين يحفظون القرآن في الزوايا لا يملكون شهادات، معتبرا أن القانون الأساسي الجديد ومن خلال التعديلات التي تم إدخالها عليه يجعل حفظ القرآن في مستوى شهادة الباكالوريا، كما شدد الوزير على أن حفظة القرآن يخضعون إلى امتحان جدي تشرف عليه لجنة من المشايخ الموثوق بهم يستمعون إلى المترشح ويتأكدون من حفظه للقرآن الكريم برواية واحدة على الأقل وهي رواية "ورش"، كما يدققون في أن المترشحين يملكون معلومات كافية في رسم القرآن الكريم. وفي سياق ذي صلة، اعتبر الوزير أن هذه الخطوة على قدر كبير من الأهمية مشيرا إلى أنها تتيح الفرصة أمام أولئك الذين لم يتمكنوا من مزاولة دراستهم في المدراس القرآنية من الالتحاق بمعاهد التكوين الخاصة بالشريعة . كما أوضح المتحدث على صعيد آخر، أن التعديلات الجديدة على هذا المرسوم تفرض على "القيم" و"المؤذن" أن يكونا من حفظة القرآن الكريم بعد أن يخضعا للتكوين، وهو ما سيضمن أن تصبح وظيفة "القيم "و "المؤذن" دائمة بعد أن كانت تتم بالتعاقد المؤقت. وفي نفس السياق، أكد الوزير أن التعديلات الجديدة تفتح الباب واسعا أمام استحداث مناصب جديدة تتناسب مع ما تسعى إليه الوزارة وهو أن يشكل أئمة المساجد هيئة متصلة باستمرار، ومن هذه المناصب منصب الأساتذة المكونين، ومنصب الإمام الأستاذ الذي يكون الطلبة الأئمة في المعاهد بدلا من الاعتماد على أساتذة من وزارة التربية، إلى جانب منصب الإمام الأول الذي يعتبر منصبا نوعيا يحصل بموجبه الإمام على مقابل عن مسؤوليته عن المسجد. وتتضمن التعديلات الجديدة أيضا إجراءات خاصة بالتفتيش حيث يشترط في الإمام المفتش أن تكون له خبرة إلى جانب الشهادة التي يحصل عليها، وهو ما يجعل هذا المنصب مقتصرا على الأئمة بعد أن كان بإمكان غير الأئمة ممارسته. ودعا غلام الله السلطات المحلية على مستوى الولاية على احترام الأئمة ومعاملتهم بما يقتضي منصبهم، مشددا من جهة أخرى على أن مدير الولاية الذي يعتبر عضوا بالمجلس التنفيذي يعمل بالتنسيق مع الوالي هو الممثل الأول لوزارة الشؤون الدينية، كما أضاف أنه تقرر إنشاء مركز ثقافي في كل ولاية وأن الأشغال بهذه المراكز متفاوتة من ولاية على أخرى، فمنها ما تم تسليمه، ومنها ما ينتظر التسليم.