دعا وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف، مديري المؤسسات الاستشفائية إلى تكثيف نشاطات الوقاية، بإشراك القطاعات المعنية، لتقليص تفشي الأمراض المرتبطة بموسم الاصطياف وعلى رأسها التسمّمات الغذائية، والسهر على التنسيق مع الإذاعات المحلية لبث الرسائل الوقائية الواجب القيام بها. وأوضح الوزير أن موسم الصيف يحتاج إلى مقاربة خاصة لا تقتصر فقط على تكثيف نشاطات الوقاية، بل وكذلك، وعلى وجه الخصوص في الولايات الساحلية، بل تتمثل أيضا في أخذ كل الإجراءات والترتيبات لتدعيم مصالح المناوبة والاستعجالات ووحدات غسل الكلى لمواجهة تدفق المصطافين. كما دعا بوضياف، خلال لقاء تقييمي جمعه يوم الخميس، مع مديري المراكز الاستشفائية الجامعية والمؤسسات الاستشفائية عبر الوطن، مديري هذه المؤسسات إلى اتخاذ كل الترتيبات لوضع تنظيم هرمي للاستعجالات على مستوى كل ولاية وكل مستشفى مرجعي، بالإضافة إلى ضمان وتنظيم المداومة على مستوى المرافق القاعدية طالما أن حسن سير وتنظيم هذه النقاط ينعكس إيجابا على المرافق الاستشفائية. وكشف بوضياف، عن استحداث إجراء تنظيمي جديد يقضي بترتيب كل مؤسسة استشفائية وفق نوعية الخدمات الصحية التي تقدمها للمواطن، ومدى تكفّلها بالمرضى كما سيتم أيضا تقييم مدير الصحة للولاية المعنية، ومسيري كل مؤسسة استشفائية على أساس ضمان تقديم العلاج والتكفل الأمثل بالمرضى. وطمأن الوزير بالمناسبة، المسؤولين بأن لهم كل الصلاحيات للسهر على سير المصالح والمرافق في إطار احترام الخدمة العمومية، لا سيما محاربة الغيابات في إطار التدابير المعمول بها. مؤكدا أنه على المسيّر اتخاذ كل الترتيبات والإجراءات المناسبة دون أن يخشى الضغوطات والتدخلات طالما أن حق المريض يجب أن يوضع فوق كل اعتبار. واعتبر المسؤول الأول عن قطاع الصحة، أنه من غير المعقول ولا عذر للعديد من المؤسسات الاستشفائية التي لم تستطع ضمان الاستقبال الحسن، والتكفّل الفعلي بالمرضى في وقت تمكنا فيه من التكفل بملفات عويصة ومعقّدة على غرار ملفي السرطان وندرة الأدوية. وسمح هذا اللقاء الوطني الذي يندرج في إطار المتابعة الميدانية لسير قطاع الصحة، بالتطرق إلى ما تم تحقيقه في السداسي الأول من العام الجاري، خاصة تنظيم سير مصالح الاستعجالات والإنعاش الطبي. وطالب بوضياف، المسؤولين الحاضرين في اللقاء التقييمي، إبراز ما تم الشروع فيه في مجال وضع شبكات مندمجة تعتمد على مراكز مرجعية جهوية للتكفل باستعجالات القلب والشرايين وعلى وجه الخصوص وكمرحلة أولى، بالاستعجالات المرتبطة بمتلازمة الشريان التاجي. واستمع إلى حوصلة حول التكفل في مجال طب النساء والتوليد، والترتيبات المتخذة للتكفل الجاد بالارتفاع المنتظر للولادات في هذه الفترة من السنة التي تسجل فيها الجزائر نسبة كبيرة من الولادات. ودعا في هذا الإطار إلى التعامل بذكاء مع الإجازات السنوية لمستخدمي مصالح الولادة، والسهر على الرفع من قدرات هذه المصالح من الأسرة باستعمال أسرة المصالح الجراحية التي يقل نشاطها خلال الصيف. من جهة أخرى، أعلن وزير الصحة عن إعداد حاليا، الصيغة القانونية للسماح للمؤسسات الاستشفائية بالعمل بنظام الاستشفاء المنزلي المدرج في مشروع قانون الصحة الجديد، مشيرا إلى أن هذا النظام معمول به في العديد من الدول. وأشار إلى أن هذا النظام سيضمن العلاج لكل المرضى لا سيما المسنّين مما سيسمح بتخفيض الضغط عن المصالح الاستعجالية والإنعاش، مضيفا بهذا الخصوص أن بعض المؤسسات الاستشفائية بدأت بالعمل بهذا النظام في السنوات الأخيرة.