تحوّلت مدينة بشار منذ أوّل أمس إلى عاصمة موسيقى الديوان في الدورة التاسعة لهذا الطابع الموسيقي التقليدي، وعلى مدار أسبوع سيحظى البشاريون بفرصة اكتشاف مواهب جديدة تمثّل عدّة ولايات من الوطن، لنيل المراتب الثلاث الأولى في المنافسة الموسيقية، وكانت فرقة "قناوة العصر" من عين تيموشنت أوّل المتسابقين. انطلق المهرجان التاسع لموسيقى الديوان، سهرة يوم الاثنين، بملعب "النصر" وسط مدينة بشار، وحلّت الجمهورية العربية الصحراوية ضيفة شرف من خلال فرقة "الأمل" التي أتت من ولاية العيون، حيث أدّت وصلة فنية عكست الطابع الموسيقي للبلد، وهو لون يشبه طابع "الرقيبات" المتداول من قبل نساء ولاية تندوف، وتمّ استخدام آلتين تقليديتين هما التيدينيت والطبل وألتين عصريتين هما القيثار الكهربائي والأورغ. وفي هذا الصدد، قال عازف التيدينيت محمد محمد السالك ل"المساء"، بأنّه أوّل من أقحم هذه الآلة الموسيقية الإفريقية التقليدية في الموسيقى الصحراوية سنة 1993، وأنّ أصلها من السنغال وموريتانيا وبوركينافاسو ومالي، وانتقلت إلى الصحراء الغربية بحكم الجوار والتعايش وانتقال وتبادل الفنون في المنطقة، وهي آلة تصنع يدويا تتكوّن من جسم كبير من جذع الأشجار يسمى قدح التيدينيت مثبت عليه جلد البقر، موصول بدبوس أو عمود يسمى باليد وبها أربعة أوتار اثنان قصيران موضعهما في الأوّل والرابع ويتوسّطهما وتران طويلان، وهي آله شبيهة بآلة القمبري المعروفة في الجزائر، مع تسجيل اختلاف بسيط في الشكل والصوت الذي يصدر منه، وأضاف المتحدث أنّ الهول الحساني أو الموسيقى الحسانية تتكوّن من ثلاثة جوانب ولكلّ منها خمس مقامات. من جهته، كشف محمد الأمين محمد رئيس فرقة "الأمل" أنّ الموسيقى الصحراوية تغنى في المقام الخامسي الذي يشتهر في عدد من الدول الإفريقية، على غرار السودان وموريتانيا والهند من آسيا، وأنّ الموسيقى الصحراوية هي مزيج إيقاعه إفريقي وأساسه التيدينيت وهي الآلة التي تشكّل لحمة أصالة الفن وكذا الطبل. وبالعودة إلى سهرة الافتتاح، دخلت فرقة "قناوة العصر" غمار المسابقة، بتقديم برنامج منوّع من عدّة "براج" والبرج يقابله القطعة الموسيقية الواحدة، وأدى المشاركون بعضا من رصيد موسيقى الديوان، مثل "بايسما" و"مغزو" و"مارو" و"بولالي" و"سايو" واستهلوا ب"رسول الله". وختم الحفل فرقة "جمعاوي آفريكا"، بتقديم أهم الأغاني التي اشتهرت بها، مستلهمة من موسيقى الديوان، ردّدها معها جمهور بشار الذي توافد تراتلا إلى ملعب النصر، وسبق هذا الحفل استعراض فني في ساحة الجهورية بقلب المدينة، نشطها عدد من الفرق المحلية وفرق متسابقة في الدورة التاسعة للمهرجان. الجدير بالذكر أنّ الباحثة في علم الاجتماع الأنتروبولوجي كاميليا بركاني تترأس لجنة تحكيم الدورة التاسعة، وتقوم هيئة الحكم باختيار أحسن ثلاث فرق من بين 12 فرقة مشاركة.