تم الإعلان عن افتتاح الطبعة الثامنة للمهرجان الوطني لموسيقى الديوان مساء أول أمس بولاية بشار، في تظاهرة ثقافية فنية احتضنتها شوارع المدينة لتستضيف عرسا موسيقيا يجمع بين الفرق المشاركة في المهرجان والفرق الفولكلورية للمنطقة، ليليه على الساعة العاشرة مساء الافتتاح الرسمي لأيام المهرجان التي ستستمر إلى غاية التاسع والعشرين من هذا الشهر. يعود المهرجان الوطني لموسيقى الديوان في طبعته الثامنة في ولاية بشار، لتستمر فعالياته من 23 إلى 29 من الشهر الجاري، حيث ستشهد التظاهرة الثقافية التي تعودت لم شمل عشاق موسيقى الديوان مشاركة العديد من الفرق التي تشتهر بإجادتها لهذا النوع الموسيقي لتعد جمهورها بأسبوع متميز يكتسي طابعا ديوانيا تقليديا أصيلا. أعلنت الفرق الحاضرة للمشاركة في المهرجان عن انطلاق زمن المهرجان عبر خروجها إلى الساحة المركزية لمدينة بشار، حوالي الساعة السادسة مساء، حاملة معها آلات القرقابو والطبول والبارود لتحتفل مع سكان المنطقة بانطلاق هذه المناسبة السنوية، ولتذكرهم بوجوب الحضور لسهرة الافتتاح الرسمي التي ستقام بالملعب المركزي للمدينة. التحم سكان المنطقة وزوارها حول الفرق المشاركة في المهرجان، ليشبعوا فضولهم ونهمهم لموسيقى الديوان، وبدورها لم تقصر الفرق التي غزت الساحة المركزية لمدينة بشار في إظهار أفضل ما عندها من مقاطع ورقصات الكويو التي ترافقها، ليزيدو الجمهور رغبة وإصرارا في الحضور ومشاهدتهم في السهرات القادمة. حيث نجحت كل من فرقتي (ديوان عمي ابراهيم، وفرقة الحيدوس) في جلب جمهور أكثر من الفرق الباقية، ما أضفى على الساحة المركزية الواسعة جوا احتفاليا صاخبا وتنافسيا، ملأت أركانه جموع في كل ناحية منها لتخرج أنغاما مختلفة بحسب اختلاف المناطق التي تنحدر منها الفرق. الافتتاح الرسمي للمهرجان الوطني لموسيقى الديوان جمع بين مختلف الطبوع الموسيقية الجزائرية، ليرضي جميع الفئات. ميزه حضور سفيرة دولة فينلندا، إضافة إلى الوالي والشخصيات الفاعلة في مدينة بشار. أول من افتتح السهرة الاحتفالية كان فرقة إيزلوان النسوية القادمة من منطقة شروين الواقعة بأدرار. تتكون المجموعة من ثلاثة وعشرين فردا منهم ثلاثة رجال، قدمت لجمهور المهرجان مقاطع من موسيقى أهاليل الصحراوية، على وقع القنبري الصغير وإيقاعات الحجارة التي استخدمتها الفرقة كآلة موسيقية إيقاعية، ليستمتع الحضور بنوع موسيقي جديد ومميز صدحت فيه النسوة العشرون بأصواتهن مؤدين مقاطع منطقتهم الفولكلورية، مقاطع تفاعل معها الجمهور وصفق متتبعا الريتم المضبوط رغم عدم فهمه لمعنى كلمات الأغاني الزناتية. بما أن السهرة كانت الافتتاح الرسمي للمهرجان الوطني لموسيقى الديوان، لابد لهذا الطابع الموسيقي من تسجيل حضوره، وهذا ما فعله المعلم عبد الحاكم عبد اللاوي رفقة فرقته قناوة الواحة، حيث أعلن أفراد الفرقة عن بدء وصلتهم بدخولهم المثير على أنغام الطبل وإيقاعات القرقابو، ليقدموا لجمهورهم مزيجا فنيا بين الديوان الجزائري والقناوي المغربي، بدءا بمقطع (لا إله الا الله) مرورا ببرجي (ميمونة وسرقو) الذي قدموه بأنواعه الثلاثة الجزائرية والمغربية، ليختتموا وصلتهم بمقطعي (فلاني، وبابا نوار). آخر الفرق المشاركة في سهرة الافتتاح كانت الفرقة الشابة (كاميليون) القادمة من العاصمة، حيث مزج أعضاء الفرقة بين ألبومهم الأول والثاني، ليمتعوا الجمهور بمقاطع يعشقها مثل البئر الصغير، لله، تلعبها... في حفل صاخب امتد حتى الواحدة صباحا. للتذكير، المهرجان الذي سيدوم أسبوعا برمته تتنافس فيه خمسة عشر فرقة على المراتب الثلاث الأولى التي ستخولها المشاركة في المهرجان الدولي لموسيقى الديوان، كما سيتم تنظيم مجموعة من الندوات التي تتناول موسيقى الديوان وجذورها الإفريقية، يديرها مجموعة من الأكاديميين والشيوخ والمعلمين من المنطقة للحديث عن هذه الموسيقى التقليدية التي تشهد انتشارا عالميا، وإقبالا كبيرا من الجمهور الشاب على البحث والتعمق في أسرارها وتاريخها. المعلم عبد الحاكم عبد اللاوي للجزائر نيوز قررنا المزج بين الديوان الجزائري والقناوي المغربي لنبرز الاختلافات بين النوعين، فالمغربي واضح المخارج والكلمات، أما الجزائري فكلماته مبهمة، أما الكلمات فهي نفسها والمقام الموسيقي نفسه فكلاهما على السلم الخماسي.