عاين أمس والي العاصمة السيد عبد القادر زوخ، عدة مشاريع في قطاع الري، تخص صرف المياه المستعمَلة ومياه الأمطار، ويدخل ذلك في إطار القضاء على ظاهرة الصرف العشوائي لمياه التطهير في البحر، عن طريق معالجتها واستغلالها في السقي، وكذا تأمين العاصمة من خطر الفيضايات التي تحدث جراء انسداد قنوات الصرف. وتُعد المشاريع التي وقف عليها الوالي من أكبر المنشآت التي يُنتظر أن تكون جاهزة في القريب العاجل. وذكر الوالي أن الهدف من هذه المشاريع الهامة هو حماية العاصمة من خطر المياه الملوثة التي تصب في البحر، وأكبرها حجما تلك المتدفقة من وادي الحراش نحو مياه البحر، وكذا تأمين المواطنين والممتلكات من خطر الفيضانات التي صارت في كل مرة تصنع الكوارث بعاصمة البلاد. وقد وقف والي العاصمة في بداية الزيارة ببلدية سيدي امحمد، على مشروع قناة تجميع وصرف المياه المستعمَلة ومياه الأمطار، لتعويض تلك القديمة التي لم تعد قادرة على صرف الكم الهائل من المياه، بالنظر إلى قدمها وانسدادها بسبب الانزلاقات الأرضية. وقد اطلع الوالي وممثلو وسائل الإعلام الوطنية من خلال السير عبر عربة سككية داخل القناة الضخمة التي يصل قطرها إلى 4 أمتار، والممتدة على طول 2 كلم بعمق يصل إلى 200 متر تحت الأرض، والتي تربط المخرج القريب من ثانوية عمر راسم بنهاية الخط بشارع سي امحمد بوقرة بالأبيار. وخلال هذه "الجولة" تلقّى الوالي شروحات حول سير المشروع الذي ينجَز بشراكة أجنبية، وقد انتهت أشغال الحفر ووضع القنوات وإنجاز محطات التجميع الفرعية. وحسب مدير الموارد المائية لولاية الجزائر السيد إسماعيل عميروش، فإن القناة صارت جاهزة بعد إغلاق مخرج الورشة بنقطة عمر راسم، حيث يتم ربطها بالقناة الممتدة نحو حوض التجميع بالقرب من ميناء الجزائر، ومنه ضخ المياه إلى محطة براقي لمعالجتها واستغلالها. كما تعرف أشغال تهيئة وادي الحراش وتيرة متقدمة؛ بالنظر إلى بعض الملحقات والفضاءات التي تكاد أشغالها تنتهي. وبعين المكان، تلقّى الوالي شروحات حول مشاريع إنجاز ضفتي الوادي وإزالة الأتربة المتجمعة بوسطه. وعاين أيضا مشروع إنجاز جسر يربط ضفتي الوادي، والذي يتطلب ترحيل 15 عائلة تقع بمحور الأشغال، وعد الوالي بالتكفل بها. أما بالجزء الثاني للمشروع الواقع ببلدية بوروبة، فقد وقف زوخ على سير أشغال المساحات الخضراء، والمرافق التي يجري تجسيدها. وبنفس النقطة اعترضت طريق الوالي عدة عائلات تطالب بالترحيل، ويتعلق الأمر ب 56 عائلة تقطن ب 58 شارع بوروبة، حيث ذكر أحد أعضائها أنهم يعيشون في العراء منذ إقصائهم من قائمة المرحّلين لأزيد من سنة، مطالبة بتسوية وضعيتها في أقرب الآجال. إلى جانب ذلك، تجري أشغال إنجاز المحطة الثانية لتصفية المياه المستعملة في بلدية براقي، بوتيرة استحسنها الوالي، حيث ستمكّن هذه المحطة بعد تشغيلها من التكفل بتصفية مياه 38 بلدية بوسط العاصمة، وأخرى من شرقها وغربها، وتصل طاقتها إلى معالجة 150 مترا مكعبا يوميا. كما تتكفل محطة وادي بني مسوس ببلدية عين البنيان التي زارها الوالي أمس، بتصفية مياه الصرف الصحي التي يتم تجميعها من 5 بلديات، هي عين البنيان، اسطاوالي، الشراقة، أولاد فايت ودالي ابراهيم، ويتم بعدها استغلال المياه المعالجة في السقي الفلاحي والمساحات الخضراء. وقد بلغت نسبة الإنجاز 80 بالمائة، وتصل طاقتها إلى نحو 50.4 ألف متر مكعب يوميا، يضاف إليها نفس الحجم بالمحطة التي يتم تشغيلها من قبل. وقد كلفت خزينة الدولة 2.6 مليار دينار، ويُنتظر، حسب المسؤولين، أن يتم تدشين محطة براقي في الخامس جويلية الداخل، بينما يُنتظر أن تدشَّن محطة بني مسوس في أوت القادم.