أكّد الدكتور أبوعمران الشيخ رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أنّ تعيين اسم مفتي الجمهورية ليس من صلاحيات المجلس ولا دخل له في هذه المهمة التي تعود إلى رئيس الجمهورية فحسب، مضيفا أنّ المفتي يجب أن يتحلّى بشروط كثيرة تتّصل بالدين والأخلاق والمعرفة ويتقدّمها شرط الاجتهاد. وأضاف الدكتور أبوعمران في الندوة الصحفية التي عقدها أمس وجاء فيها تقديم آخر إصدارات المجلس، أنّه تلقّى من رئيسيّ الحكومة السابقين سؤالا حول موضوع تعيين مفتي الجمهورية مستطردا بأنّه لا يعارض هذا الأمر إلاّ أنّه ليس من صلاحياته تحديد اسمه بيد أنّه يضع شروطا ينصّ عليها موضوع الإفتاء في الدين الإسلامي وفي مقدّمتها شرط الاجتهاد أي أن يكون المفتي علاوة على كونه عالما في الدين والفقه والسنة، مطلّعا على العصر الذي يعيش فيه. وفي نفس السياق، اعتبر أبوعمران أنّ المفتي يجب أن لا يتشدّد وأن يكون تقيّا ولم يكذب في حياته ولم يسرق ولم يقم بأي فاحشة في حياته أي أن يتحلى ب"النظافة الدينية"، كما انّه من الضروري أن يكون شخصا اجتماعيا، متواضعا ولطيفا، بالمقابل عليه أن يتجاوز المسائل التافهة والتي يمكن للعقل أن يجد لها مخرجا من دون اللجوء إلى الإفتاء، أيضا عليه أن لا يهتم بالقضايا الخيالية التي لا معنى لها. وقدّم الدكتور ثلاثة كتب تعدّ آخر إصدارات المجلس الإسلامي الأعلى وهي"تأملات في الإنسانية" للكاتب محمد قباطي،"كراسات المجلس" للكاتب محمد المنصوري الغسيري و"الإسلام والغرب، بين رواسب التاريخ وتحديات المستقبل" للدكتور مولود عويمر، وقال أنّها مؤلفات تمس ّالمسلم في دينه ودنياه، مضيفا أنّ المجلس اعتمد في الآونة الأخيرة على طبع أهمّ الدراسات الجامعية رغم أنّ هذا الأمر ليس من صلاحياته، والبداية كانت مع كتاب عن "عبد الحميد بن باديس الأديب" للأستاذ الجامعي محمد بن سمينة، وطالب المتحدّث بأن تحذو الجامعات حذو المجلس في طبع أحسن الرسائل ولم لا تشجيع أصحابها. وعن نسبة المقروئية في الجزائر، قال الدكتور أنّ سعر الكتاب أصبح مرتفعا ولا تستطيع الطبقات الفقيرة أن تشتريه، مؤكّدا انّه يجب أن تكون هناك سياسة للكتاب وهو ما وعدت به وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي. من جهته تحدّث الدكتور مولود عويمر عن مؤلفه "الإسلام والغرب، بين رواسب التاريخ وتحديات المستقبل"، وقال أنّه سعى في مؤلفه لأن يوضّح العلاقة بين العالم الإسلامي والعالم الغربي من خلال عوامل الدين، الحضارة، الثقافة والتراث، مضيفا انّه طوال قرون من الزمن وإلى غاية الآن وفي زمنيّ السلم والحرب حدث كثير من التقاطع والتلاقي بين الحضارتين، مستأنفا قوله بأنّ العالم أجمع يعيش تحديات كبيرة لهذا فعلى العالمين الإسلامي والغربي أن يتّحدا لمواجهة هذه التحديات بشرط احترام خصوصيات ديننا الحنيف.